Subscribe to updates

Monday, November 24, 2008

اضحك مع وزير الصحة الفلسطيني

شاهدوا الصور بالله عليكم
وزير الصحة د. أبو مغلي: قريبا
سينعم المواطن الفلسطيني بخدمات طبية مميزة
هههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههه
هههههههههههههه
هههههههه
في الاحلام يا وزير الصحة الفلسطينية راح تشوف مستشقفيات الحكومة الفلسطينية بدون صراصير ولا سيلان المجاري على الاسرة
بحب ابشرك يا وزير الصحة يا غرقان في احلامك لو كلامك صحيح كان عملت لقائك هذا في احدى المستشفيات الحكومية
بس لكثرة قرفها وقذارتها انت نفسك ما قدرت تعمل اللقاء هناك يا وزيرررررررررررر الصحة

د. فتحي ابو مغلي وبجانبه د. عنان المصري

معلش خلونا في المهم
وتابعوا معنا الخبر كما ورد
والصور كما تم نشرها في وسائل الاعلام الافلسطينية
اخباريات :- قال د. فتحي أبو مغلي وزير الصحة الفلسطيني في حكومة د. سلام فياض أن المواطن الفلسطيني سينعم قريبا بخدمات طبية مميزة، مؤكدا بأن وزارته لديها خطة للعمل ليس لفترة عام أو عامين وإنما للخمسين العام القادمة. وأكد د. أبو مغلي خلال حفل نظمه مستشفى نابلس التخصصي بمدينة نابلس بالضفة الغربية بمناسبة مرور سبع سنوات على انشاء مركز جراحة القلب بالمستشفى، وبحضور وكيل وزارة الصحة د. عنان المصري ورئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش، ومدير دائرة الإعلام في وزارة الصحة د. طريف عاشور ومدير العلاقات العامة في الوزارة د. عمر النصر، والعديد من كادر وزارة الصحة ومدراء مشافي نابلس ونائب مدير شرطة نابلس، أكد بأن مدينة نابلس بجهدها الذاتي لصالح المواطنين كسرت قيدها وحاصرت حصارها من خلال العديد من الانجازات ومحاولات الخروج بكل ما من شأنه تعزيز صمود المواطنين والتي كان من بينها تشييد مستشفى نابلس التخصصي ومركز القلب الذي يعد أحد أهم المرافق الصحية في شمال الضفة. واوضح بان حكومة د. فياض بشكل عام ووزارة الصحة بشكل خاص تحاول توفير كل شيء للمواطن بالموازاة مع التعلم من الاخطاء والمآسي التي وقعنا بها جميعا، حسب قوله.
وكشف الوزير عن قانون تأمين صحي شامل والزامي سيرى النور قريبا، موضحا بأن المواطنين الفلسطينيين بجميع شرائحهم سيستفيدون منه بشكل كبير ومميز، وقال بأن المواطن سينعم قريبا بخدمات طبية نوعية، وقال موجها حديثه لمسؤولي مستشفى نابلس "وهو مستشفى قطاع خاص" قال لهم:" تأكدوا تماما بأن مستشفياتنا التابعة للوزارة ستنافسكم قريبا فتهيأوا لذلك، فهذا حق المواطن عليها". وأشار الى أن العديد من المواطنين وخاصة في مدينة نابلس أبلغوه شخصيا بالتحسن الملموس في الخدمات الطبية، مضيفا بأن الحكومة وبضمنها وزارة الصحة تعمل على أن تكون حكومة اصلاح وتنمية وهي تحاول اثبات ذلك على الارض.
وفيما يتعلق بموازنة وزارة الصحة، قال بأن الوزارة قدمت موازنتها للحكومة في 1/9/2008 وهذا دليل على عملها الدؤوب والمدروس، مضيفا بأن وزارته حاليا هي التي تشتري الخدمات الصحية للمواطنين بعد أن كانت وزارة المالية سابقا مكلفة بذلك، موضحا بان الصحة هي التي تعلم حاجاتها وحاجات المرضى وليس غيرها من الوزارات او المؤسسات الاخرى.
رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور عبد الرحمن الشنار استعرض أهم انجازات المستشفى موضحا بان هذا المستشفى الذي ابتدأ العمل فيه في العام 2000 نفذ 3750 عملية قسطرة و616 عملية شبكيات قلب و48 عملية بالون قلب و485 عملية قلب مفتوح. وأكد بأنه ورغم جميع الظروف الصعبة التي مرت على نابلس وعلى المستشفى الا أنه بقي مستمرا في العمل بدافع خدمة المواطنين، ودعا الوزير الى مساعدة المستشفى للحصول على ديونها من السلطة الوطنية والتي تبلغ حوالي ستة ملايين شيقل، وقال بأن ادارة المستشفى تتمنى أن تكون وزارة الصحة من أهم المساندين لها.
أما مدير عام المستشفى د. يوسف المصري فاعرب عن تقديره لزيارة الوزير للمستشفى موضحا بان هذه الزيارة تعتبر مؤشر على اهتمام الوزارة بالقطاع الصحي الخاص، وقال بأن المشفى يكفيه فخرا بانه قام بانشاء أول مركز قلب في شمال الضفة مما كان له دور في التخفيف عن المواطنين خاصة في ظل الحصار الاسرائيلي. واعرب عن تقديره للوزير ووكيل وزارة الصحة د. عنان المصري ومحافظ نابلس د. جمال المحيسن لما بذلوه من جهود في الوقوف الى جانب مستشفى نابلس التخصصي.
كما القى علاء زحلان كلمة لجنة الموظفين في المستشفى حيث أشاد بزيارة الوزير للمشفى، كما اعرب عن تقديره لجهود ادارة المشفى في الرقي بالواقع الصحي في المدينة، وقال بان مستشفى نابلس التخصصي يعمل فيه أكثر من 125 موظف يعيلون عشرات العائلات والأسر، وهذا وحده يكفي بأن يجد المستشفى كل المساندة من جميع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة الصحة.

وفي نهاية الحفل الذي أدار عرافته د. حكمت الساعد من مستشفى نابلس التخصصي، قامت ادارة المستشفى بتقديم درع تقدير للوزير د. ابو مغلي، كما تناول الحضور على شرف الوزير طعام الغداء.

رئيس مجلس ادارة المستشفى يكرم الوزير

ان شاء الله تتحقق احلامك ياوزير الصحة

Sunday, November 9, 2008

هدايا الزعماء العرب لاسرائيل

ثمن هذه الدماء .. هدايا من العرب لاسرائيل

اسرائيل فضحتهم .. هدايا الزعماء العرب لاسرائيل والموساد معروضة للبيع 1؟

اخباريات

يبدو أنّ الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات علنية وعلاقات سرية مع الدولة العبرية كانوا كرماء جداً خلال اللقاءات التي تمت بينهم وبين العديد من المسؤولين الإسرائيليين في الفترة الأخيرة، هذا على الأقل يمكن فهمه من المزاد العلني الذي ينظم في مدينة تل أبيب، والذي سيتم خلاله بيع هذه الهدايا، وهدايا من زعماء آخرين في مزاد علني تنظمه الدولة العبرية.
وحسب "القدس العربي"، فستكون سلاسل من الأحجار الكريمة التي تلقاها قادة الموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) في مقدمة الأغراض المعروضة للبيع أمام الجمهور الواسع، إذ أنّ كل من يدفع أكثر يحصل على هدية من زعيم عربي. وعلاوة على السلاسل المرصعة، تعرض إسرائيل للبيع أيضاً مجموعة كبيرة من السيجار الفاخر المعروف باسم 'كوهيبا'، والتي حصل عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود أولمرت، كما تعرض الحكومة في تل أبيب للبيع آلة موسيقية ثمينة كان قد تلقاها رئيس الوزراء السابق آرييل شارون. بالإضافة إلى ذلك يشمل المعرض ساعات ثمينة مرصعة بعلم إحدى الدول الخليجية. كما أنّ الجمهور الواسع سيُمنح الفرصة لشراء عشرات الساعات الثمينة التي تلقاها المسؤولون الإسرائيليون من الديوان الملكي الأردني. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ المعرض سيفتتح بعد حوالي أسبوعين في تل أبيب.
وكانت تقارير عبرية قالت في وقت سابق إنّ رئيس الموساد مئير داغان يفتخر أمام الزائرين الأجانب الذين يصلون إلى مكتبه بالقرب من مدينة تل أبيب بالهدايا التي تلقاها من الزعماء العرب. وأضافت التقارير انه منذ تسلمه منصبه في العام 2002 تمكن الموساد من اختراق العديد من الدول العربية.
وقالت أيضاً إنّ الملوك والرؤساء العرب قاموا بإهدائه الكثير من الهدايا، وأكثرها كانت عبارة عن سيوف مرصعة بالذهب والأحجار الكريمة.
ويتابع المواطنون العرب هذا المزاد. وقال مصدر من منطقة 48 ان العرب سيحاولون شراء هذه الهدايا القيمة، لكنه توقع ان لا يترك الاثرياء الاسرائيليون لهم اي فرصة في ذلك. وتقوم الدولة العبرية مرة كل أربع سنوات بعرض الهدايا التي يتلقاها زعماء إسرائيل للبيع في المزاد العلني، كما جرى الحال عندما تمّ بيع طاقم الساعات الذي حصل عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وأعضاء الوفد الإسرائيلي الذين وقعوا على اتفاق السلام مع المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تمّ بيعها في مزاد علني قبل سبع سنوات، وفق المصادر الإسرائيلية.
ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن وزارة القضاء الإسرائيلية في معرض تعقيبها على المزاد العلني لبيع الهدايا المذكورة ان هذا الأمر يتم عن طريق ووفق القانون، إذ أن القيم على أملاك الدولة مخول بالقيام ببيع الهدايا لكل من يدفع أكثر، شريطة أن يعيد الأموال التي يتم جمعها من البيع لخزينة الدولة العبرية.
وذكرت الصحيفة أيضاً أنّ المزاد العلني سيشمل بيع 30 ساعة ثمينة تلقاها الزعماء في إسرائيل من الديوان الملكي الأردني، وهي من نوع لونجين وتيسو، والأغلبية الساحقة من هذه الساعات مطلية بالذهب وعليها شعار المملكة الهاشمية، بالإضافة إلى ساعات ثمينة وصلت إلى إسرائيل من إمارة قطر، وسيبدأ المزاد العلني بسعر مائة دولار لكل ساعة. ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّه سيتم عرض 2200 غرض للبيع في المزاد العلني، التي يقدر ثمنها بمئات آلاف الدولارات، مؤكدة على أنّ السواد الأعظم من الهدايا التي ستعرض للبيع وصلت إلى القيّم على أملاك الدولة من الموساد الإسرائيلي.

ملفات الفساد في السلطة

دراسة علمية: ملفات الفساد في المؤسسات الفلسطينية بالآلاف.. ولم تفتح فعليًا

خاص بـ"اخباريات" - خلف خلف:
كشفت دراسة حديثة أعدها المهندس فايز السويطي أن ملفات الفساد في المؤسسات الفلسطينية بالآلاف، ولم تفتح فعلياً، حيث توضح الدراسة أن التعيينات العشوائية غير
المدروسة، وغير المسؤولة في كثير من المؤسسات للمسئولين الكبار (الفئات العليا) خاصة من حملة الشهادات الدنيا، ألحقت ضرراً فادحاً بالموظفين بشكل خاص وبالأداء العام والإنتاج بشكل عام، عدا عن اهتزاز سمعة السلطة الوطنية الفلسطينية محلياً وإقليماً ودولياً

وتشير الدراسة التي جاءت تحت عنوان: "الفساد نكبة فلسطين الجديدة وسرطان العصر"، أن التقارير السرية ترفع حسب الأمزجة والأهواء الشخصية وغالباً ما تكون مغرضة وتلحق أفدح الأضرار بالموظفين، كما أن نظام المراسلات متخلف فقد ينتظر الموظف عدة أشهر وأحياناً عدة سنوات حتى يحصل على رد، وإن جاء الرد فقد يكون غير قانوني


ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي تعتبر حصيلة خبرة طويلة للسويطي الحاصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكيماوية من جامعة ايجة في تركيا عام 1988م، أن الوزير عندما يشغل مناصب أخرى يضعف الأداء ويؤثر على الإنتاج والإبداع، بل الانتماء الوظيفي والوطني، كما توضح الدراسة أن هناك تلاعبًا بالدورات التدريبية في الخارج حيث ينظر لها كمكسب ورحلات ترفيهية.

كما تبين الدراسة أن سنوات الانتماء التنظيمي يتم التلاعب بها فتحسب للبعض ويتم تجاهل آخرين، حتى داخل تنظيم حركة فتح، وكذلك قضايا الفساد التي يتورط بها الكبار يتم التستر عليها، ومخالفات وتجاوزات الكبار للقانون لا ينظر لها، فيما يدفع الموظف العادي ثمناً باهظاً بسبب أي مخالفة.

أيضا الوزراء المتعاقبون على وزارة في ظل حكم التنظيم الواحد يعجزون عن اتخاذ إجراءات إصلاحية، وأن أرادوا فقد لا يستطيعون، وأحياناً يهادنون ويسالمون، حسبما تقول الدراسة، وتتابع: "الوزراء المتعاقبون على وزارة في ظل حكم التنظيم الواحد ينظرون إلى مصلحة التنظيم أولاً، وهذا ينطبق أيضا على أعضاء المجلس التشريعي، وينظر بعض المسئولين الكبار إلى وزارته أو دائرته على أنها شركة خاصة أو مزرعة".

ومن نتائج الدراسة أيضا أن صراع المصالح الشخصية أو معارك تكسير الرؤوس مازالت تنخر بعظم كثير من المؤسسات ويدفع ثمنها الآخرون، حتى أن بعض المسؤولين الكبار المتورطين في قضايا ترهل أو تستر أو تضليل أو فساد يتم ترقيتهم إلى مناصب أعلى، هذا في وقت دعاة الإصلاح غالباً ما يدفعون الثمن باهظاً.

وتتوصل الدراسة إلى أنه على مستوى وزارة الحكم المحلي لا يوجد إصلاح حتى الآن حسب اعتراف مدير ملف الإصلاح في الوزارة نفسها. وتضيف الدراسة: "السكوت على الفساد زاد من حدة استشرائه، وتقول الدراسة كذلك: "استغلال مراكز القوة (الميليشيات) في إطلاق النار على الوزراء والنواب والقضاة حتى على رئيس السلطة الوطنية أبو مازن في اجتماع في غزة بقصد التهديد وإغلاق ملفات الفساد".


ويؤكد السويطي في دراسته على أن خطط الإصلاح ترقيعية وإن وجدت لا تطبق والدراسات التقيمية توضع على الرف أو تختفي بدون حسيب أو رقيب. ويقول: "تقرير لجنة التحقيق في أحداث غزة ولو جاء متأخراً يؤكد صحة أقوال دعاة الإصلاح، وتقرير دراسة مؤسسة النخبة للاستشارات الإدارية عن وزارة الحكم المحلي يؤكد أيضاً صحة أقوال دعاة الإصلاح.

وتكشف الدراسة أن الترهل والفساد في معظم المؤسسات الأهلية مستشري كما هو الحال في مؤسسات السلطة، بل أن الترهل والفساد طال حتى مؤسسات السلطة القضائية والتشريعية والأمنية. كذلك بعض المؤسسات الرقابية الحكومية تمارس عملها بشكل غير قانوني ودرجة الاستجابة لها ضعيفة.

وبحسب السويطي "وهوأسير محرر"، فإن أجندة كثير من المؤسسات الأهلية إما خارجية أو حزبية أو عائلية أو شخصية وإن عددها كبير جداً وفاعليتها محدودة. وتشدد الدراسة على ان تعطيل عمل المجلس التشريعي بسبب خلافات فتح وحماس يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني. وتشير الدراسة إلى أن الشارع الفلسطيني ينظر إلى دور الأحزاب بصورة سلبية تصل إلى 58% وأن 60% من الشارع الفلسطيني مستقل وغير مؤطر.


وتتوصل الدراسة التي جاءت في نحو 270 صفحة إلى أن ضعف كثير من فصائل العمل الوطني وتشتتها وتشرذمها ساعد على استشراء الفساد. ومن النتائج التي خلص إليها السويطي أن الديمقراطية نظام جيد لكنه، ليس مثاليا فله عيوب ونقاط ضعف، كذلك يشير إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تعاني من فساد مالي وإداري منذ ثلاثة عقود.

وتتطرق الدراسة إلى القوانين والأنظمة السارية في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أنه يتم أحياناً تعديلها (وأحيانا تفسيرها) لتتلاءم مع مصالح الفئات العليا، والخاصة وتهميش أكثر للفئات المتوسطة، كما حصل في تطبيق قانون الخدمة المدنية المعدل لعام 2005م، وتكشف الدراسة عن أن عدد القضايا العالقة في المحاكم يتجاوز 65 ألف قضية وبعض القضايا يستغرق أكثر من عشر أعوام في المحاكم، ما يدفع المواطن إلى العزوف عن المطالبة بحقوقه أو اللجوء إلى قانون الحل العشائري أو اخذ القانون بيده.

ويستنتج السويطي أن القوانين الفلسطينية تحد من عملية الإصلاح فهي غير مكتملة، وبعضها قديم، وتفسيرها بحاجة إلى أنظمة ولوائح، والإبلاغ عن الفساد وحق الاطلاع على المعلومات لم يصل إلى درجة مشجعة طبقاً للقوانين السارية.
وتشير الدراسة أن ترتيب فلسطين حسب مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية هو 108 من مجموع الدول 154 عام 2004م, وهذا رقم مخيب، إذا ما أضيف إليه أن كثير من الأكاديميين فشلوا في إدارة المؤسسات الرسمية إما لعدم كفاءتهم أو لانشغالهم في أعمال أخرى على حساب العمل في الوزارة.

وترى الدراسة أن تضارب نتائج بعض الدراسات العلمية حول تقييم المؤسسات الحكومية مما يضع علامات استفهام حول جدوى بعض الدراسات، مشيرة في الوقت ذاته إلى ان المؤسسات الرقابية الحكومية مهما ادعت الحياد والاستقلالية فلا يخفى تجنبها للنقد الجاد للسلطة أو الحزب الحاكم، وأحياناً تستجدي الحلول.

ويشدد السويطي على أن الحديث عن الإصلاح في ظل بقاء المترهلين والفاسدين في مواقعهم هو حديث وهمي، أيضا الحديث عن الإصلاح ومكافحة الفساد في ظل غياب الإرادة الصلبة والمواقف الشجاعة والجرأة والصراحة هو أيضاً حديث وهمي. كما أن وسائل الإعلام الفلسطينية ضعيفة والكثير منها موال للسلطة أو للأحزاب وحسب مؤشر حرية الصحافة العالمي السنوي لمراسلون بلا حدود تحتل المناطق الفلسطينية المرتبة 115 من بين 167 بلداً,وهذا رقم متدني.

وتقدر الدراسة أن معظم رواتب السلطة الوطنية تذهب إلى كبار الموظفين حيث تشير التقديرات إلى أن 10% من الموظفين يتلقون 60% من إجمالي رواتب السلطة الفلسطينية. أيضا هناك تستر بل حماية المسؤولين فاسدين يقدمون الولاء للسلطة. وبحسب الدراسة فقد يصبح الفساد ظاهرة يتقبلها المجتمع بشكل عام وقد تنتشر الرشوة بمثابة ظاهرة عادية إذا لم يتم التحرك جدياً لمحاربة الفساد.

وتحدثت الدراسة عن الكثير من القضايا المتعلقة بالفساد والإصلاح بشكل مفصل، ففي مقدمتها وضع تعريفًا، الفساد والإصلاح، وتطرق الباحث إلى والمنهجية والدوافع، ثم كتب حول الفساد والحكم الصالح، ومحاربة الفساد والاحتلال، وغيرها من القضايا المتعلقة بهذا الموضوع، مثل حق الاطلاع على المعلومات، والإبلاغ عن الفساد، وفي الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان "وزارة الحكم المحلي وديوان الموظفين العام"، وضع الباحث ملخصًا لتجربة موثقة للعمل في وزارة الحكم المحلي على مدى 12 عاما، ثم قدم دراسة حول التقييم المؤسسي لوزارة الحكم المحلي، ووقفة مع وزارة الحكم المحلي، ووقفة مع ديوان الموظفين العام.

أما الفصل الثالث، فجاء تحت عنوان "مؤسسات المجتمع المدني والدولة والقطاع الخاص، ومن العناوين التي تضمنها، وقفة مع بعض مؤسسات المجتمع المدني(المنظمات الأهلية)، ووقفة مع الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن، ووقفة مع ديوان الرقابة المالية والإدارية، ووقفة مع السلطة التشريعية، ووقفة مع السلطة التنفيذية (حكومة تسيير الأعمال)، ووقفة مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث والدراسات.

ثم جاء الفصل الرابع، تحت عنوان "العمل الوطني الفلسطيني"، وتضمن: وقفة مع روح الشهيد القائد أبو عمار، ووقفة مع حركة فتح، ووقفة مع حركة حماس، وقفة مع فصائل العمل الوطني، ووقفة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتلاه الفصل الخامس الذي تحدث الباحث خلاله عن الديمقراطية بشكل موسع. ليأتي بعدها الفصل السادس الذي احتوى على التقييم والنتائج والتوصيات.
ويذكر أن الباحث استخدم في الدراسة طرقاً ووسائل مختلفة، فقد ركز على النواحي العملية والتجريبية المدعمة بالوثائق، بالإضافة إلى نواحي نظرية ذات أهمية تكاملية مع النواحي العملية لتحقيق الغايات والأهداف المرجوة من هذه الدراسة، واشتمل ذلك على العديد من الأمور نذكر منها: تلخيص الباحث تجربة عمله الموثقة في وزارة الحكم المحلي على مدى (12) عاماً، وخاصة عمله في مديرية الحكم المحلي في الخليل وفي دائرة المجالس المشتركة في بيت لحم، إيماناً منه أن الحل الحقيقي لا يمكن تحقيقه أو استلهامه إلا من خلال المعرفة الحقيقية لما يجري في مؤسسات السلطة، والاستناد إلى بعض الدراسات العلمية التقيمية لوزارة الحكم المحلي، ثم مراجعة بعض المراجع والمصادر ذات العلاقة بالفساد والإصلاح.

وكذلك مراجعة تجربته مع كثير من المؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة وتحليلها وتقييمها بشكل مختصر بما يخدم النتائج والتوصيات، مع العلم أن الباحث تحاشى أحياناً ذكر اسم الشخص المعني حتى لا يتعرض للضرر الشخصي أو الوظيفي، ويحتفظ الباحث بحق المحافظة على هذه الأسماء لحين الضرورة وحيثما توفرت شروط وظروف الأمن والأمان للأشخاص المعنيين. كما أكد في دراسته

تأجيل الحوار رغبة مصرية

مصادر : تأجيل الحوار جاء لعدم رغبة القاهرة بفشله

اخباريات

كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى ، مساء اليوم ، أن تأجيل الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا في العاشر من تشرين الثاني الجاري جاء لعدم رغبة العاصمة القاهرة بفشله ونتائجه التي ستكون وخيمة على الوضع الفلسطيني الراهن، مضيفة" أن هناك تخوفات تبديها القاهرة بأن فشل الحوار الذي إعتبرته فرصة أخيرة لإعادة اللحمة بين شطري الوطن سيدخل الوضع الفلسطيني في دوامة جديدة لا تحمد عقباها".
ونقلت وكالة قدس نت للانباء عن هذه المصادر قولها أن القاهرة لا تريد فشل الحوار الذي يفضي إلى إنهاء الوضع الفلسطيني الراهن وإلخروج من حالة الإنقسام بين الضفة وغزة والحراب الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس".
وأكدت المصادر " أن القيادة المصرية حريصه على إنجاح الحوار وعدم فشله ولكن المؤشرات الأخيرة التي أطلقتها كلا من حركتي فتح وحماس وحرب التصريحات التي طفت على الساحة مؤخرا أجبرت القاهرة على تأجيل الحوار لموعد ليس ببعيد من أجل تهيئة الأجواء من جديد لإنجاح الحوار"..
ووفقا لذات المصادر " فإن القاهرة تضغط على كلا الحركتين من أجل وقف الحرب الإعلامية تمهيدا للحوار وأن التأجيل جاء أيضا لإقناع حركة حماس بالتراجع قليلا عن شروطها".
وقالت المصادر" أن من بين الأمور التي أجبرت القاهرة على إرجاء عقد الحوار هو مساعي بعض الدول العربية في الضغط على حماس بعدم حضور المؤتمر الأمر الذي عبرت عنه الحركة بالمقاطعة الرسمية".
وإتهمت المصادر عينها أطرافا إقليمية لم تسمها بالسعي من أجل إفشال الحوار الفلسطيني لعدم رغبتها بنجاحه وإعادة الوضع كما كان عليه بالسابق قبل حزيران العام الماضي، قائلة" هناك أطراف إقليمية لا تريد للقاهرة الإستفراد بالوضع الفلسطيني وأنها لا تريد أن تنجح القاهرة في لملمة جراح الفلسطينيين وإعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن".
كما إتهمت المصادر حركة حماس بأن شروطها على الورقة المصرية جاءت بناءا على إملاءات إقليمية وليست من مخيلتها ".
وكانت حركة حماس أعلنت اليوم مقاطعتها رسميا لحوار القاهرة الذي تم تأجيله من قبل الراعي العاصمة المصرية لأجل غير مسمى دون أن تضع سقفا زمنيا لتحديد موعدا أخر لإنطلاق الحوار الوطني الذي من شأنه رأب الصدع الداخلي بين حركتي فتح وحماس

حماس مستعدة للاعتراف

اذاعة اسرائيل: حكومة حماس مستعدة للاعتراف بإسرائيل بحدود 67 وإقرار هدنة طويلة الأمد معها

اخباريات

نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن رئيس حكومة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية قوله بأن حكومته مستعدة للاعتراف بإسرائيل بحدود 67 وإقرار هدنة طويلة الأمد معها إذا ما اعترفت إسرائيل بالمقابل بحقوق الشعب الفلسطيني . وجاء تصريح هنية في لقاء مع عدد من البرلمانيين الأوروبيين والصحافيين الذين وصلوا أمس إلى قطاع غزة على متن سفينة انطلقت من قبرص محمَّلة بإمدادات طبية . وكانت من ضمن الصحافيين مراسلة لصحيفة هأرتس كانت أول صحفية إسرائيلية تدخل قطاع غزة منذ اختطاف الجندي غلعاد شاليط قبل أكثر من عامين. وسأل رئيس الوفد التضامني، اللورد نظير أحمد من بريطانيا، عن العلاقات بين حكومة حماس وإيران، وعن الادعاءات حول نية حماس تدمير إسرائيل وإلقاء اليهود في البحر، فرد هنية قائلا: علاقاتنا مع إيران مثل علاقاتنا مع الدول العربية. وردا على الشق الثاني من السؤال رد هنية متسائلا:: وهل شعب محاصر ينتظر بشغف سفينة آتية من البحر، يريد إلقاء اليهود للبحر؟ ليس لدينا صراع مع اليهود ، بل مع الاحتلال

إلقِ كلمتك.. ولا تصافح

عبد الباري عطوان

لم يجانب السيد عبد العزيز خوجة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الصواب عندما قال في بيان رسمي ان المملكة العربية السعودية لم توجه الدعوة للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان الذي ترعاه بمشاركة الامم المتحدة، ويبدأ اعماله في نيويورك يوم الثلاثاء المقبل، ولكن ما يعلمه سعادة السفير جيدا ان بلاده هي التي اطلقت هذه الفكرة وعقدت مؤتمرات لها في الرياض ومدريد، وهي التي أوعزت للأمم المتحدة للمشاركة في تبني الحلقة الثالثة منها في نيويورك، وهي التي وجهت الدعوات الى زعماء العالم للمشاركة بمن فيهم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الذي رحب بها متحمسا.
من الطبيعي ان يتلقف بيريس هذه الدعوة بتلهف، وان يصطحب معه السيدة تسيبي ليفني رئيسة الوزراء المقبلة، خاصة بعد ان عرف انه سيكون في الندوة الافتتاحية نفسها وجنبا الى جنب مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسيلقي كلمته بعده مباشرة، مع وجود فرصة كبيرة للمصافحة امام عدسات التلفزة العالمية.
حوار الأديان في فكرته الاساسية كان حوارا بين رجال الدين من مختلف الديانات السماوية وغير السماوية، وجاء استكمالا لحوار بين المذاهب الاسلامية، انطلق ايضا من الرياض وبمبادرة من العاهل السعودي نفسه، ولكن طالما ان الهدف هو التقريب بين الأديان، واقامة جسور التفاهم بين قياداتها الروحية، وازالة كل سوء فهم ممكن، فلماذا اقحام السياسيين وقادة الدول؟ فبيريس على حد علمنا ليس كبير الحاخامات في الديانة اليهودية، والسيدة ليفني ليست رئيسة قسم الديانات في الجامعة العبرية، كما ان جورج بوش ليس بابا روما.
من الواضح ان هناك أجندات اخرى يحاول البعض اخفاءها، ابرزها توفير الغطاء الديني للقاء اسرائيلي ـ سعودي مباشر، يدشن بداية حوار وتعاون يكون عنوان المرحلة المقبلة في المنطقة العربية بأسرها.
لا توجد مشكلة دينية بين الاسلام واليهودية، او بين الاسلام والمسيحية، فالاسلام واتباعه لا يحتلون أراضي مسيحية، ولا يغتصبون معابد يهودية، وانما هناك انظمة علمانية سياسية محسوبة على الديانتين، اليهودية والمسيحية، تحتل اراضي عربية في فلسطين والعراق، وتشن حروبا على المسلمين في افغانستان وغيرها.
'''
هناك مدرسة سعودية تضغط باتجاه التطبيع مع اسرائيل، واقامة علاقات سياسية تحالفية معها، لمواجهة المد الايراني، وتلتقي مع الاسرائيليين على ارضية الخوف من ايران ونفوذها المتصاعد في المنطقة، وقرب امتلاكها اسلحة نووية، وفقهاء هذه المدرسة يعتقدون بضرورة تكوين 'تحالف من الخائفين' هؤلاء يتصدى لهذا النفوذ، ويمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية. ويبدو ان هؤلاء نجحوا في التأثير على القرار الرسمي السعودي في اعلى مستوياته، من حيث تسريع خطوات التقارب مع اسرائيل، واستخدام حوار الأديان كمظلة في هذا الصدد.
الخطوة الاولى في التوجه السعودي الاستراتيجي الجديد بدأت باطلاق مبادرة السلام السعودية التي ولدت على ايدي القابلة الامريكي اليهودي توماس فريدمان، وهي المبادرة التي عرضت التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة، دون التطرق لحق العودة الذي هو لب الصراع العربي ـ الاسرائيلي. ثم جاءت الخطوة الثانية من خلال ترتيب حوارات بين حاخامات يهود، وآخرين من المملكة العربية السعودية، ثم لقاءات بين هؤلاء وسياسيين وامراء سعوديين كبار، لنفاجأ قبل اسابيع بأول لقاء علني بين الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي، وسفير بلاده في لندن وواشنطن سابقا، والجنرال الاسرائيلي المتقاعد داني روتشيلد، منسق الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، والذريعة تحريك مبادرة السلام العربية.
التبرير الرسمي افاد بأن الامير تركي الفيصل كان يمثل نفسه في هذا اللقاء، وليس الحكومة السعودية، ولكن القاصي والداني يعلم جيدا ان الامير تركي هو من ابرز اعضاء دائرة صنع القرار في المملكة العربية السعودية، ويرافق العاهل السعودي في الكثير من الجولات الخارجية، وشارك في معظم لقاءاته مع المسؤولين العالميين، مثل الرئيس جورج بوش وغوردون براون اثناء زيارتيهما الاخيرتين الى الرياض.
'''
لا نعرف ما يدور في ذهن العاهل السعودي ومخططه للقاء نيويورك، مثلما نجهل ما يهمس في اذنه فقهاء المدرسة التطبيعية الجديدة من نصائح وتوجيهات، ولكننا نعرف، ومن خلال ما جرى تسريبه الى الصحف العبرية، ان بيريس الثعلب المخضرم يتحرق شوقا الى هذه المناسبة لمصافحة نظيره السعودي، وقد مهّد لهذه المصافحة بغزل غير مسبوق بالمبادرة السعودية للسلام، والرغبة الاسرائيلية بالتوصل الى سلام شامل مع العرب، جميع العرب، من خلال مفاوضات جماعية، بعد ان تأكد فشل المفاوضات الثنائية او الفردية.
بيريس يريد المبادرة السعودية في صيغتها الأصلية، وقبل ان تتحول الى مبادرة عربية بعد اعتمادها من قمة بيروت في آذار (مارس) عام 2002، لانها لا تتضمن اي اشارة الى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لان نقطة الاجماع الوحيدة بين السياسيين الاسرائيليين من مختلف الاتجاهات هي عدم القبول بهذا الحق بأي شكل من الاشكال ومهما كانت الضغوط.
اننا لا نستطيع منع بيريس او وصيفته ليفني من المشاركة في مؤتمر الحوار في نيويورك، فمن نحن، وما هي قوتنا حتى نفعل ذلك؟ ولكننا نملك ان نناشد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن لا يقع في مصيدة فقهاء مدرسة التطبيع في بلاده، وان لا يصافح بيريس او اي مسؤول اسرائيلي آخر، لان هؤلاء ملوك المراوغة والابتزاز، تعودوا ان يأخذوا من العرب تنازلات مجانية دون ان يقدموا غير الاستيطان والمجازر والحصارات في المقابل.
وقد يجادل البعض بأن الآخرين طبّعوا وصافحوا، ومن بينهم اصحاب القضية، وزعماء دول كبرى مثل مصر، نقول ان هذا صحيح، ولكن العاهل السعودي هو 'خادم الحرمين الشريفين'، وليس اي زعيم عربي او مسلم آخر، ولبلاده مكانة خاصة في العالمين العربي والاسلامي.
'''
ايران تكتسب شعبية واسعة في العالم الاسلامي لانها تطرح خطابا يتصدى لاسرائيل، ويجرّم عدوانها، ويؤكد على حتمية تحرير المقدسات، وابرز حلفائها في لبنان خاضوا حربا مشرّفة ضد اسرائيل، واوقعوا بها هزيمة مدوّية، فإذا كانت السعودية على وجه الخصوص، مثلها مثل العرب الآخرين، تريد التصدي للنفوذ الايراني، فعليها ان تتبنى الخطاب العربي الاسلامي في ضرورة استعادة الحقوق المغتصبة وتحرير المقدسات، وهو الخطاب الذي خطفته ايران، لا ان تفعل عكسه.
نتمنى على العاهل السعودي ان يتحلى بالصبر، وكتم الغيظ، فالعالم يتغير، وامريكا نفسها تتغير، واسرائيل اصبحت عبئا ثقيلا على حلفائها، والعرب والمسلمون هم الذين هزموا المشاريع الامريكية الاحتلالية في العراق وافغانستان، وهم الذين، بما يملكون من اموال، يستطيعون المساهمة بدور كبير في انقاذ العالم من ازماته الاقتصادية الطاحنة، ومآزق امريكا في العراق وافغانستان التي تريد الادارة الجديدة الهروب منها. مرة اخرى نقول لا نستطيع منع المصافحة، ولكننا نملك الحق في النصح، باعتبارنا مواطنين عربا نعاني وسنعاني من المراوغات والحروب والاحتلالات الاسرائيلية، ونقول للعاهل السعودي القِ كلمتك وامشِ، ولا تصافح احدا، والله المستعان

لون اوباما ومستقبل العراق


لون بشرة الرئيس الامريكي ومستقبل قوات الاحتلال في العراق
هيفاء زنكنة
هل سيؤدي انتخاب الديمقراطي باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية الى تغيير ايجابي نحو العراق وفلسطين وشعوب الدول العربية والاسلامية عموما، خاصة وان شعار الانتخابات كان يدعو الى التغيير؟
بالنسبة الى الشعوب الاسلامية، سيكون هناك تغيير، خاصة بالنسبة الى افغانستان وباكستان، وباعتبار البلدين ساحة لما تسميه امريكا الحرب على الارهاب. وهذا التغيير يهدف الى زيادة حجم القوات الامريكية على الارض وتعاظم القصف الجوي المسبب غالبا للمزيد من الضحايا المدنيين، مع تقليل خسائر الجيش الامريكي البشرية عبرالهيمنة عن بعد. والرئيس الجديد واضح في موقفه من ناحية استمرار حرب امريكا (على الارهاب) وهي حرب تجمع في مرونتها وتطبيقها ما بين المتغيرات السياسية وامكانية تفصيلها حسب الطلب. وهذا العنوان نفسه قد يتغير قليلا أو كثيرا، ضمن البعد الاستراتيجي للسياسة الخارجية الامريكية الثابتة، عموما، على الرغم من تغير الرؤساء واحزابهم والوانهم، لانها سياسة تستند الى الدفاع عن الامن القومي والمصالح الاستراتيجية.
وتنطبق ابعاد سياسة (الحرب على الارهاب) على فلسطين والعراق سوية أيضا مع اختلافات بسيطة. فقد لاحظنا ان تصريحات اوباما عن فلسطين قد تغيرت تدريجيا حتى بات أمن اسرائيل، في العد التنازلي لفترة الانتخابات، أولوية توجب عليه التأكيد عليها لئلا يخدش بعدا استراتيجيا للسياسة الخارجية الامريكية المرتبطة بقوة اللوبي الصهيوني الامريكي. وكان أول موظف نافذ عينه باراك هو السناتور الأمريكي الإسرائيلي راهم ايمانويل كرئيس لموظفي البيت الأبيض. باراك اوباما لن يقطع حبل السرة الرابط ما بين امريكا الأم ولقيطتها الصهيونية، مما يعني ان مجال التغيير سيبقى ملتصقا بما يطلق عليه تسويقا مبادرات السلام، بينما تغذي امريكا الكيان الصهيوني بملايين الدولارات اسبوعيا وتصدر الفيتو اثر الفيتو في مجلس الامن منعا لاصدار أي قرار يدافع عن الشعب الفلسطيني، بينما يقف العالم متفرجا على جريمة محاصرة وابادة الشعب وحرمان ابنائه من حق العودة الى وطنهم.
ماذا عن العراق المحتل؟ هناك جملة تفوه بها اوباما في شهور حملته الانتخابية الاولى، بان القوات الامريكية ستنسحب خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة. وهو تصريح مفرح اذا ما تمكن الرئيس الامريكي من تنفيذه، ونحن جميعا مع التغيير وان كان معنى التغيير بالنسبة الينا لا ينصب على تغيير بشرة الرئيس من الابيض الى الاسود. وأكاد اقول باننا، لفرط ما عانينا من المآسي جراء سياسة الاحتلال، لن نبالي، ومعنا الكثير من شعوب العالم، اذا ما حكم امريكا رئيس أزرق أو أصفر. المهم هو تغيير السياسة الخارجية التي تستخدم مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان كايديولوجيا ترمى بشكل اسلحة دمار شامل على الشعوب.
ولكن هل بامكان امريكا برئاسة اوباما ان تتغير فعلا، ولا اعني بالتغيير تنامي حركات السلام ومناهضة الحرب والنخبة من المثقفين، ولكنني اعني تغير مواقف الطبقة الحاكمة من النخبة الاقتصادية وممثلي الشركات والمؤسسات الاحتكارية عبر الدول ؟
لقد تشكلت النخبة الحاكمة في نظام امريكا الراسمالي عبر قرون من الاستغلال الاقتصادي وترسيخ شروط الهيمنة الراسمالية الاحتكارية. وتشكلت شخصية الفرد الامريكي من تجميع المهاجرين من جميع انحاء العالم وبناء المستوطنات في القارة المكتشفة بعد ابادة معظم ابناء الشعب الاصلي من الهنود الحمر مع ابقاء عينة منهم، على قيد الحياة، في معسكرات خاصة لاغراض الشكلية القانونية وللسياحة في ما بعد.
واعتمد أساس تكوين الشخصية الامريكية المتنفذة، منذ البداية، على الشراهة والطمع في تحقيق الربح السريع أيا كان مصدره وايا كان ثمنه، وعلى التمييز العنصري والطبقي والكيل بمكيالين في ما يخص حرية الشعوب وعدم استغلالها اقتصاديا. واستمرالتمييز العنصري حتى الستينات من القرن الماضي عندما نال الامريكيون السود حقوقهم المدنية وبعد مائة عام من التخلص من العبودية التي افترض ان الحرب الأهلية قد حققته في أواسط القرن التاسع عشر. غير ان تشريع قوانين الحقوق المدنية لم يترجم على ارض الواقع اذ بقيت العنصرية المبطنة والمكشوفة ضد السود لغة الحياة اليومية وخاصة في ما يتعلق باحتلال المناصب السيادية ومراكز صنع القرار. لذلك وصف الكثيرون فوز اوباما بالرئاسة بانه حدث تاريخي وتجاهلوا في الوقت نفسه تحليل اسباب انتظار امريكا الدستورية الديمقراطية الفخورة بتراث الآسلاف المؤسسين في الحرية ونشر تعاليم حقوق الانسان، امة المهاجرين من جميع انحاء العالم، التي كان يجب ان تكون قدوة للجميع في المساواة الانسانية، ان تنتظر مئات السنين لتسمح باختيار رئيس بشرته سمراء ؟ واذا كان هذا هو معدل التغيير الذي تتطلع اليه امريكا وتعتبره حدثا تاريخيا ألا يحق لنا التساؤل عن وعود التغيير بالنسبة الينا وفترة تحقيقها وصدقها؟
ان التغيير الايجابي لما فيه مصلحة الشعب العراقي من انهاء للاحتلال بقواعده وكافة اشكاله ودفع للتعويضات لما اصابه من خراب لن يحدث لمجرد ان امريكا تجاوزت عنصريتها التاريخية وانتخبت رئيسا اسود، مهما كانت تصريحاته الاولية مشجعة. فالسياسة الاستراتيجية الامريكية واحدة مهما كان لون بشرة الرئيس أو جنسه ولنا في كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية السوداء الحالية، وكولن باول وزير الخارجية الاسود السابق ومادلين اولبرايت وزيرة الخارجية البيضاء السابقة له عبرة. حيث تشابه تصرف كل واحد منهم اثناء تبوئه المنصب الى حد التطابق في ما يخص ابادة الشعب العراقي وتخريب العراق والعمل على الاستحواذ الكلي على مصادر الطاقة. وسيكون سلوك وزير الخارجية المقبل الذي سيعينه الرئيس اوباما هو ذاته بالتعاون مع البنتاغون آخذين بنظر الاعتبار ان معظم الشخصيات التي تبوأت المناصب المهمة في حكومة بوش وستتبوأها في حكومة اوباما لا بد وان تكون من المتنفذة، بشكل او بآخر، في الشركات الاحتكارية عبر الدول. وسيتركز الاهتمام كما هو الحال الآن على مصادر الطاقة وبيع السلاح. ويقتضي بيع السلاح بانواعه وتحريك الجيش النظامي وتوظيف جيوش المرتزقة اشعال الحروب الاهلية والتمردات والحروب بين الدول. ان امريكا المالكة لاقوى ترسانة عسكرية في العالم والمنتجة لاحدث الاسلحة والمعدات بحاجة ماسة الى الحروب لاستهلاك السلاح، والى حملات الترويع والارهاب لإجبار الحكومات الضعيفة على الشراء متوهمة الدفاع عن نفسها. ولكي يتم ذلك تحتاج امريكا النفط والغاز. وبفضل حكومة الاحتلال، تحصل امريكا على نفطنا مجانا تقريبا لتقتل اطفالنا وتخرب بيوتنا.
ان الرئيس الامريكي الجديد لن يقدم جديدا للعراق، ولا اقول هذا لأننا ضد التغيير او لاحباط الآمال واثارة اليأس في النفوس ونحن بامس الحاجة الى التشبث بالامل. غير انه بدأ في الشهور الاخيرة من حملته الانتخابية بالتراجع عما اعلنه بدءا. فالقدس هي عاصمة اسرائيل التي لا تقبل القسمة، حسب تعبيره. ويبدو ان اقصى ما سيقدمه بالنسبة الى العراق سيكون ضمن توقيع الاتفاقية العسكرية طويلة الامد المتضمنة ابقاء القواعد العسكرية وامتيازاتها، فضلا عن الاتفاقية الامنية والاقتصادية والثقافية وكلها حافل بالغام الالفاظ ذات المعاني الخاضعة للتفسير والتأويل كل وفق مصالحه الآنية او الاستراتيجية .
وقد تراجع اوباما، اخيرا، في مقابلة مع قناة 'فوكس' اليمينية للاخبار، عن معارضته لسياسة الجنرال بترايوس في زيادة القوات العسكرية في العراق، واصفا اياها بانها حققت نجاحا كبيرا وهو موقف يتناقض مع اعلانه عن سحب القوات. بينما بات وضع القوات العسكرية متأرجحا في التلاعب اللغوي ما بين وجود وسحب وتقليص عدد القوات، بينما تتأهب ما تدعى بالحكومة العراقية للتوقيع على الاتفاقية العسكرية طويلة الأمد لشرعنة الاحتلال، مما يؤكد من جديد بأن معنى التغيير في السياسة الامريكية تجاه العراق لتحقيق العدالة والسلام يعني بالنسبة الينا انهاء الاحتلال، بكافة اشكاله ودفع التعويضات عن الجرائم والخراب الذي سببه الاحتلال مع وجود حكومة عراقية وطنية مستقلة تدين بالولاء للشعب العراقي وتحترم القيم الانسانية. وبدون ذلك فلا خيار لدينا الا استمرار المقاومة والتحالف مع بقية أخيار العالم لاستعادة الكرامة والعدل

الثقافة العذراء

الثقافة العذراء
بقلم : خيري منصور
شاعر وكاتب من الاردن
عندما قرأت كتاب 'سوسيولوجيا الحب العذري' لأول مرة، لم اكن قد التقيت مؤلفه الباحث المعروف د. طاهر لبيب، وكانت امامي الفرصة لمقاربة بين عدة اطروحات مكرسة لهذه الظاهرة، ومتفاوتة من حيث المنهج والقيمة منها كتاب د. صادق جلال العظم عن الحب العذري، وكتاب دينيس دو رجمون عن الحب والغرب اضافة الى كتابات أخرى في النطاق الاكاديمي التقليدي.
وكان امتياز كتاب 'سوسيولوجيا الحب العذري' لطاهر لبيب في كونه غادر متردم الكتابة عن الحب العذري، ووظّف ثقافة عميقة ومن خلال بعد اجتماعي ـ سياسي لاستقراء هذه الظاهرة في العمق، وحين التقيت د. طاهر لبيب على هامش ندوة فكرية قلت له ان كتابه فتح لي أفقا آخر على مفهوم العذرية التي لا تقتصر على الحب وما سعى اليه الشعراء العذريون من اصطناع العقبات من اجل توتير عواطفهم وتحويل الحرمان الى حلم ومطلب، وهذا ما اسميته في سياق آخر مباهج الحرمان. العذرية بهذا المعنى، تشمل كتابة التاريخ والفلسفة، ومعظم المنظومات المفاهيمية التي تقف على بعد مسافة من الواقع القابل للّمس باليد المجرّدة، وليس فقط الرؤية بالعين المجردة.
قدر تعلق الظاهرة بالتاريخ وكتابته كان المستشرق غروبناوم اول من لفت انتباهي الى الرؤية العذرية في كتابة التاريخ، وان كان قد أفرط لاسباب اعلم بعضها وأجهل بعضها الآخر في ادانة المؤرخين العرب، بسبب ميلهم الشديد الى الشخصانية، والانفعالية وبالتالي التفكير الرغائبي، فأحيانا يكتبون عمّا يودون حدوثه، عبر تأويل يصل الى حدّ التقويل!
ان عذرية الفلسفة مثلا تتجسّد لدى تيار مضاد للرشدية في تاريخ الفكر العربي، سواء كانت هذه العذرية عزوفا عن مواصلة الاسئلة والشكوك كما هو الحال لدى الغزالي او في الانصراف الى التأملات المجرّدة، فالفيلسوف الأعذر ان صح لنا مثل هذا الاشتقاق يصطنع هو الآخر عقبات بينه وبين الموضوعات التي يتصدّى لها، ويستلهم مصادر أخرى غير العقل لابقاء هذه الموضوعات خارج المعاينة والاحتكام الى المنطق، الفيلسوف الاعذر لا يجازف بأن يغرز أصابعه في الوجود كما فعل سيرين كيركغورد، ليقول بعد ذلك انه شمّ من خلال اصابعه رائحة العدم، وبالرغم من ادراج هذا الفيلسوف الوجودي في قائمة الوجوديين المتدينين، الا ان كتاباته وبعض ممارساته ومنها انهاء علاقة الحب مع صديقته روجينا تجزم بأنه حمل شكوكه معه حتى القبر، فهو كما قال اراد لصديقته ان تنعم باليقين والسعادة، وهي التي ستفقدهما معاً اذا عاشت معه وفي المجال المغناطيسي لتأملاته وهواجسه. وللعذرية كرؤية ومفهوم تجليات أدبية خارج الشعر ايضا، فالرواية قد تكون عذرية اذا أصرّ مؤلفها على تعقيمها من الاخطاء البشرية والمغامرات، وكل ما له صلة بالواقع الحيّ المتحرك، وهناك ايضا سير ذاتية عذرية، يعيد مؤلفوها انتاج حيواتهم وطفولاتهم محرّرة من الاخطاء والحماقات البريئة، وهذا النمط من الكتابات يقترح العشق عن بعد بديلا لأي مزاوجة او انصهار.
والشعر العذري ليس كما تقدمه التعريفات المدرسية المختزلة، انه احيانا لا علاقة له بالمرأة او الغَزَل بمعناه المتعارف عليه، فالتعامل مع الموت قد يكون عذريا، لأنه يبقى بعيدا عن دلالاته وحيثياته العميقة، وقد تستحق عدّة نصوص رومانسية كتبت عن الطبيعة والكون وعدة موضوعات أخرى ان تندرج في خانة الأدب العذري، لأن من لا يقرأ التراب باصابع قدميه الحافيتين سيبقى بعيدا عنه، وعن نطاق جاذبيته حيث التزاوج يصل ذروته بين الدودة والجذر وبين جمجمة تواصل الابتسام بكآبة وبين وردة ضلّت الطريق.
وللسياسة عذريتها ايضا، وأفضل أمثلة لها تقدمه معارضات لا تهدف الى الذهاب حتى نهاية الشوط، حيث تأخذ حقها من تداول السلطة، وقد عرف التاريخ العربي الحديث انماطا من المعارضات العذرية التي تصطنع هي الاخرى عقبات كي لا تحوّل الحب الى زواج، ولكي تبقى طافية على السطح ومحصّنة ضد أي اختبار يقيس جدارتها بالحكم، وثمة أحزاب يمكن وصفها بأنها عذرية، لأنها قررت البقاء على الهامش، وتحولت الى أندية اجتماعية رغم كل ما لديها من الشعارات السياسية، والفارق بين قيس لبنى وقيس ليلى وقيس السياسة العربية المعارض نظريا فقط، هو ان الأول جازف بنشر قصائد حبيبته فتسبب ذلك في حرمانه من وصالها، اما الثاني فهو اكثر حنكة في عذريته لأن كلامه محسوب، واحترازاته لا حدود لها، وخشيته من التأويل تدفعه الى ان يحسب حروفه بميزان الذهب!

'''

ان العذرية كمفهوم، هي نتاج ثقافة، يساهم في صياغتها نمط انتاج وعوامل بيئية، وموروث وجداني، بحيث تصبح نوعا من المنفى، مقابل ملكوت للواقع، وهي تقترن على الدوام بوقف التنفيذ، لأنها تحوّل الحرمان الى مطلب وهدف، حين يتاح لها ان تترجم من فكرة او شوق الى حقيقة تفتعل العقبات، ولن تعدم الحيلة في استعداء اي طرف يمكنه ان يبطل مفاعيلها!
وقد تكون الصوفية في أحد وجوهها نمطا من العذرية الوجودية، وبالرغم من أن فلسفة الحلول توهمنا بالانصهار والمزاوجة الا انها غالبا ما تأتي تعبيرا عن طلاق بائن بين الذات والمطلق، لهذا ما ان يترجل الصوفيّ من مرتفعاته المجردة ويخلع الخرقة كما فعل الحلاج حتى يصلب ويحرق ويتحول رماده الى حلول من طراز آخر هو حلول فيزيائي وليس ميتافيزيائياً، واذكر ان حوارا دار ذات ظهيرة بغدادية بيني وبين حارس ضريح الحلاج قال فيه الحارس بأن الضريح فارغ وان الحلاج الذي يحرسه هو ما تبقّى من الفكرة وليس ما تبقى من الجسد!

'''

المفارقة التي الحّ عليها معظم دارسي العذرية هي ان العفّة توظف من أجل مضاعفة الرّغبة، وبالتالي التوتير، وهذه بحدّ ذاتها ضرورة لشعر لا يبلغ ذروته الا باستكمال أدواته التي تبدأ من الحرمان وتنتهي بالوصال الذّهني.
هذا على الاقل ما قاله دنيس دورجمون وصادق جلال العظم، عبر مقتربين مختلفين، لكن الطاهر لبيب اعاد البعد السوسيولوجي المحذوف الى هذه الظاهرة، التي طالما عانت من قراءات اسقاطية.
ان الشاعر العذري يسعى الى الخسارة وان لم تكن هناك عقدة تحول دون الوصال يخترعها، وكذلك العذري السياسي الذي يرى دائما أن الوقت مبكر على السّعي نحو السّلطة، فالنقد أسهل بكثير من تعريض الاطروحة المضادة للاختبار.
والمشترك بين هذه العذريات التي تشمل السياسة والأدب والتاريخ هو انها جميعها تفاضل بين معاشرة الواقع وبين تخيل هذه المعاشرة لصالح المُتخيل، فهي في الحب عشق معفى من ضرائب الجسد، وفي السياسة طرح طهراني يخشى من تلويث الاقدام بالوحل، وفي الفلسفة هي انسحاب من حلبة الصراع الوجودي وذهاب طوعي الى الهامش، ولكي نخرج من مدار التوصيف لهذه العذريات التي احالت الحياة الى شكل من اشكال الاستمناء الفيتيشي علينا ان نبدأ من أول السطر. وأول السطر هو فقه تأسس على طلاق يسبق الزواج، وعلى موت تصبح الحياة كلّها مجرد جنازة في الطريق اليه ! وكما تتوقف دودة القز احيانا عند طور العذراء فإن هناك ثقافات يحدث لها ذلك!!!!

ليلة سهرنا فيها أمام التلفزيون

ليلة سهرنا فيها أمام التلفزيون!
سليم عزوز

لا ناقة لي ولا جمل في الانتخابات الأمريكية، ومع هذا فقد رابطت أمام جهاز التلفزيون متجولا بين الفضائيات الإخبارية، حتى الصباح، إلى أن تم إعلان النتيجة بفوز باراك اوباما!.
العرب كانوا يقفون على أطراف أصابعهم في انتظار فوز المرشح الديمقراطي، كأنه من بقية أهلنا، وكأنه طارق بن زياد يخوض الانتخابات الأمريكية، ولم اسعد بفوزه إلا من جانب واحد، وهو أن أهل الحكم في مصر راهنوا على ماكين، وانحازوا له، فحتى اللحظات الأخيرة، كانوا يتعاملون على أن الانتخابات، كالبطن، (قلابة)، وان صاحبهم سيحقق المعجزة ويفوز!.
جماعتنا في مصر (استهيفوا) أوباما، والذي من الواضح انه لن يكون مشغولا بهم، فلن يطالبهم بالإصلاح، أما ماكين فسوف يسير على خطى بوش، وسيكون أكثر تشددا، وأكثر ابتزازا في هذا الجانب، وربما لهذا فقد تمنيت ان ينجح ماكين، ولسبب آخر، وهو لأنه بتطرفه وحماقته سوف يقود الولايات المتحدة الأمريكية للهاوية!.
عن نفسي فقد كانت لدي رغبة في فوز هيلاري كلينتون، حتى استمتع برؤية زوجها الرئيس السابق وهو يقوم بدور 'الأستاذ زوج الست'، لكن الديمقراطيين فضلوا عليها باراك اوباما، الذي اظهر بشبابه وحماسه، شيخوخة منافسه وضعفه، والذي رد على هذا باصطحابه والدته في بعض مؤتمراته، فواضح انه من عائلة معمرة، لدرجة أنها لا تزال على قيد الحياة، وبصحة جيدة.. لدينا العينة في مصر!.
جلست أمام التلفزيون متجولا، انطلق من 'الجزيرة'، إلى 'العربية'، ومنها إلى 'الحرة'، فالـ 'بي بي سي'، ثم أعود إلى 'الجزيرة'، وهكذا دواليك، لم اذهب إلى قناة 'مصر الإخبارية'، على الرغم من ان لها مراسلا في واشنطن لا يقل كفاءة عن غيره في القنوات الإخبارية الاخرى، هو محمد السطوحي، تماما كما كان لها مراسل في لندن على مستوى عال من الكفاءة هو محمد حسن الشرقاوي، وقد عاد إلى القاهرة، حيث مدافن العائلة في وكالة أنباء الشرق الأوسط. وقد كنت أظن انه معين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون فاكتشفت انه صحافي في الوكالة، التي بها كفاءات مهنية معتبرة لا يعرفها احد!.
تلفزيون الـ 'بي بي سي' الناطق بلغة الضاد يختتم إرساله في منتصف ليل القاهرة، لكنهم مددوا إرساله في هذا اليوم. كان المشاهد العربي مهتما بالانتخابات الأمريكية هذه المرة، فتنافست هذه الفضائيات في تقديم خدمة أجود. احد الزملاء قال لي ان فضائية نجيب ساويرس 'او تي في' قدمت خدمة جيدة في هذا السباق واندهشت.. سبحانه وتعالى يضع سره في اضعف خلقه!. أسوأ شيء في هذه الليلة الليلاء هم الأشاوس من أهل التحليل من العرب الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحرص الواحد منهم على تقديم نفسه على انه يعرف الأمريكان جيدا، ويعرف أمريكا التي لا نعرفها، كل من سافر إلى هناك أسبوعا يتحدث عن خبايا السياسة الأمريكية التي اكتشفها بمفرده، والتي فك رموزها بشطارته، كأنه فك لغز حجر رشيد!.
(لت القوم وفتوا)، وأبدوا اندهاشهم لان الجماهير في العالم العربي تترقب على 'جمر النار' فوز اوباما، مع أنهم ومن خلال معايشتهم فان الرئيس أي رئيس للولايات المتحدة الأمريكية لا حول له ولا قوة، فالإدارة هي التي تسير الأمور، والمعنى ان الرئيس الأمريكي ليس أكثر من ترس في آلة، وانه مسير لا مخير!.

أصحاب القول الفصل

القوم أتوا بالذئب من ذيله، ومع احترامنا البالغ لكونهم يعيشون هناك، فالأمر ليس على هذا النحو، ولا أظن مثلا لو أن بوش الأب، او كلينتون، هو الذي يحكم خلال السنوات الثماني الماضية، كان اتخذ قراره بغزو العراق، وهو القرار الذي يحتاج إلى رئيس مجنون ليقوم به، مع بالغ تقديرنا للإدارة الأمريكية، ولاكتشافات جماعتنا غير المسبوقة!.
هؤلاء يتعاملون معنا على أنهم أصحاب القول الفصل في الشأن الأمريكي، ويتعاملون مع الأمريكان على أنهم أصحاب القول الفصل في الشأن العربي، ولنا ان نعلم أنهم هم من زين لبوش سوء عمله حتى رآه حسنا، فقد اخبروه ان الشعب العراقي سيخرج للقوات الأمريكية بالأحضان، في حال الغزو، لأنهم يعرفون 'نفسية' المواطن هناك، وكانت النتيجة أن سقط الامريكان في المستنقع!.
'الجزيرة' أرسلت إلى واشنطن الجميلة إيمان عياد، والسعودي على الظفيري، وكانا في حالة ابتهاج بالغ، نتج عنه ارتباك ملحوظ، استمر طوال الساعة الأولى، وكان معهم في الأستوديو مدير مكتب الجزيرة هناك عبد الرحيم فقراء، والذي كان مرتبكا بدوره، وكان مشغولا بشيء ما على الذراع الايسر للـ(جاكيت)!.
وكان هذا الحشد الثلاثي يقوم بحوار شخص واحد، يتغير بشخص آخر خلال الفاصل، وقد استضاف ثلاثتهم من تم تقديمها على أنها محامية وناشطة لحقوق الإنسان واسمها لبني حماد، والتي 'ضربت لخمة' فلم تصد ولم ترد، ولم تقل شيئا من الأساس!.
لعلها (العربية) التي استضافت الدكتور عبد المنعم سعيد، والذي قدم تحليلا موضوعيا، ولم يدع فيه ان كلامه هو كلام استراتيجي عميق، توصل اليه بعد معاشرة للجان.. يظل عبد المنعم سعيد موضوعيا إلى ان يتذكر انه عضو في لجنة السياسات في الحزب الحاكم، والتي يترأسها نجل الرئيس المصري، فتتركه الموضوعية وتنصرف!.
ولقد راعني يا قراء، ان 'الجزيرة' منذ اللحظة الأولى لنجاح باراك اوباما، قد بدأت التنويه عن حوار مع الأستاذ محمد حسنين هيكل، يقدم فيه رؤيته الاستراتيجية العميقة حول أسباب نجاحه، وما سيفعله في المستقبل!.
أكتب هذه السطور صباح الخميس، أي قبل إذاعة المقابلة، والتي من الواضح انه سيجريها معه محمد كريشان، وان كنت أتمنى ان يقتصر حديثه على اللحظة الراهنة، ولا يتجاوزها، لانه ان تجاوزها سيقول كما هي العادة كلاما مثيرا، لا يعنيه اذا لم يصدق، فهو تهمه اللحظة، أما بعدها فذاكرة الناس ضعيفة.. كل العرب مصابون بالزهايمر!.
منذ ثلاث سنوات قال في مقابلة مع 'الجزيرة' ان المسرح في مصر يستعد لاستقبال جمال مبارك رئيسا خلال ستة شهور، وان لديه معلومات حصل عليه من مصادره المرابطة داخل القصر الجمهوري بأن القرار أتخذ.. وانتظرنا ولم يحدث ما صرح به!.
وقبل عدة شهور قال ان الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة لانتخاب امرأة او اسود رئيسا، وثبت أنها مستعدة بدليل نجاح باراك اوباما!.
ما علينا، فالناس في بلدي والبلدان المجاورة سعيدة بنجاح اوباما، أما أنا فمشغول بمستقبل كوندوليزا رايس التي خرجت من عالم المجد والشهرة بدون 'عيل او تيل'، فقد دخلت عانسا، وخرجت عانسا، ولله الأمر من قبل ومن بعد
azouz1966@gmail.com
القدس العربي

رايس عندما تتهرب من الفشل

بوش الى مزبلة التاريخ ورايس تتهرب من الفشل

تكابر السيدة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الامريكية، عندما تنفي في مؤتمر صحافي عقدته في رام الله الجمعة، ان عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية التي ترعاها ادارتها قد فشلت، لان الهدف من هذه العملية مثلما اعلن رئيسها جورج بوش، وكررت هي نفسها على مدى السنوات الماضية، هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة قبل نهاية العام الحالي، ولا يوجد اي مؤشر الى ان هذا الهدف سيتحقق في هذا الموعد او حتى قبل نهاية العام المقبل.
العملية التفاوضية التي انطلقت بشكل رسمي في مؤتمر انابوليس للسلام لم تحقق اي تقدم على الاطلاق، بل جعلت الاوضاع على الارض اسوأ بكثير مما كانت عليه في السابق، بسبب العقبات التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية، وفشلت السيدة رايس ورئيسها، في ازالة اي منها، رغم العلاقات المتميزة بين الادارة الامريكية الحالية والدولة العبرية.
فالاستيطان الذي تعهدت حكومة ايهود اولمرت بايقافه في مؤتمر انابوليس في حضور الرئيس بوش، واكثر من ستين وزير خارجية، جاءوا من مختلف انحاء العالم، تضاعف عدة مرات، والسور العنصري العازل ازداد طولا، والحواجز العسكرية التي تحول حياة سكان الضفة الى جحيم زادت عن ستمئة حاجز.
ولعل الاخطر من هذا كله ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي رحبت اسرائيل به شريكا معتدلا بعد اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، خسر مصداقيته، مثلما خسر مكانته في اوساط غالبية الشعب الفلسطيني، لأن رهانه على السلام فشل رغم كل التنازلات التي قدمها، والمرونة التي ابداها، وتحوله الى جابي اموال كل همه تأمين الرواتب آخر الشهر للمقربين منه، ولتنظيمه الحاكم.
السيدة رايس نصحت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالاستمرار في المفاوضات، وانتظار ادارة باراك اوباما الديمقراطية، لعلها تفعل 'شيئا ما' في هذا الصدد، اي انها احالت العملية السلمية برمتها الى الادارة الجديدة، ومدعية في الوقت نفسه عدم الفشل.
باراك اوباما سيحتاج حوالي شهرين قبل استلام مهامه، وسيجد امامه العديد من الملفات المفتوحة، داخلية وخارجية، ومن غير المعتقد ان تحتل مسألة التسوية هذه مكانة متقدمة على سلم اولوياته.
اولويات ادارة اوباما هي كيفية توحيد امريكا اولا، واخراجها من ازماتها المالية ثانيا، واذا فرغ من هذه القضايا الداخلية، وقرر ان يلتفت الى القضايا الخارجية، فانه سيعطي اهتماما اكبر لقضيتي العراق وافغانستان.
السيدة رايس خدعت الطرف الفلسطيني، وباعته اوهاما طوال السنوات الماضية، بالحديث عن قيام دولة فلسطينية، دون ان تخطو اي خطوة عملية حقيقية في هذا الصدد، زارت رام الله اكثر من خمس عشرة مرة في اقل من عام ونصف العام، وعقدت اجتماعات مفتوحة، واخرى مغلقة، وعقدت مؤتمرات صحافية، ومع ذلك جاءت النتائج صفرا.
الرئيس عباس كان يقف الى جانب رايس وهي تعلن فشلها، ولم يقل كلمة نقد واحدة لها ولإدارتها، على امل ان تقول كلمة طيبة عنه للادارة الجديدة، ولا تحمله مسؤولية فشل العملية السلمية.
السيدة رايس ربما تقول كلمة جيدة عنه للإدارة المقبلة، وتعفيه من اي لوم حول فشل العملية السلمية، ولكنها لن تقول ان اسرائيل هي التي افشلتها، ولن تنفع
كلماتها الطيبة، هذا اذا قيلت، في دفع الادارة المقبلة للنجاح فيما فشلت فيه، لانه طالما لا يوجد ضغط فلسطيني وعربي حقيقي يهدد او حتى يؤثر في المصالح الامريكية في المنطقة، فإن هذه الادارة لن تتحرك


Thursday, November 6, 2008

اخوال اوباما في النقب الفلسطيني

أعمام "أوباما" في كينيا وأخواله في "النقب الفلسطيني"


عبد الرحمن الشيخ عبدالله من بير المكسور

يبدو أنه وبعد فوز باراك اوباما بمنصب الرئيس الامريكي، بدأت تظهر بعض المواقف الغريبة رغم أنها قد تكون صحيحة، ومن بينها ما نشرته صحيفة بانوراما الصادرة في الداخل الفلسطيني حول اعلان بدو النقب انهم "أخوال" الرئيس الامريكي الجديد اوباما . وذكرت الصحيفة ان المواطن العربي البدوي عبد الرحمن الشيخ عبدالله من بير المكسور يوزعون الحلوى ابتهاجا بفوز اوبامارئيس جمعية شباب البدو في الشمال والنقب اتصل بالصحيفة وذكر ان مجموعة من اهالي بير المكسور يقومون بتوزيع الحلوى على المواطنين بمناسبة فوز اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية وانه اي عبد الرحمن كان اول من بادر في توزيع الحلوى ، ذلك ان المواطنين البدو في الجنوب وفي منطقة الشمال من عرب 48 هم في الحقيقة "اخوال الرئيس الامريكي المنتخب براك اوباما

عبد الرحمن الشيخ عبدالله : لم نعلن عن القرابة بينا مع اوباما خوفا من ان نؤثر على فوزه في الانتخابات
وقال عبد الرحمن الشيخ عبدالله :" بما ان اوباما بشرته سوداء قريبة من البدو وتصرفاته وشجاعته مثل البدو فقد احببنا هذا الرئيس كثيرا ، واعلنا عن تاييدنا له في خطواته التي نامل ان تعود على جميع المجتمعات بالفوائد الايجابية وخاصة فيما يتعلق بالعالم العربي ، وبهذه المناسبة قمنا بتوزيع اكثر من طن حلو ، ولا بد ان اذكر ايضا ان جدة الرئيس اوباما من اصل بدوي افريقي وانا واثق من هذا الحديث كما ان والده اسمه حسين ووالدته زهرية ، ونحن نطالب من اوباما التدخل في شؤون البدو في البلاد لحل الازمات التي تواجههم وخاصة فيما يتعلق بهدم البيوت بحجة البناء غير المرخص ." واضاف عبد الرحمن الشيخ عبد الله من البير المكسور لموقع بانيت وصحيفة بانوراما يقول : " نحن نامل ان يحن على اخواله بعد ان وصل الى كرسي الرئاسة ، فنحن اخواله ، وهذه القرابة تعود الى سنوات طويلة " .

ومضى عبد الرحمن من البير المكسور يقول: " لم نرغب في الاعلان عن هذه القرابة في فترة الانتخابات خوفا من ان نؤثر على فوزه ، ولو نظرنا الى حركاته لراينا ان الذي يستطيع ان يعمل هذه الحركات هم البدو فقط ، ولم نتوقع ان يكون قريبنا اوباما مسؤول عن اكبر دولة في العالم ، وانا واثق انه سيحل المشاكل وسيتحقق السلام عن طريقه ، وسوف نبعث له برقية تهنئة نعبر له من خلالها عن مدى سعادتنا لفوزه ، وقد وصلتنا معلومات من مصادر موثوق منها أكدت لنا على اننا فعلا نحن اخوال اوباما ، كما اننا سنقيم احتفالا بمناسبة هذا الفوز العظيم ، فنحن اخواله وهذا حق له علينا ".

المصدر اخباريات

Tuesday, November 4, 2008

محمود عباس يغتصب السلطة

بقاء عباس يومًا واحدًا بعد 8 يناير يعد اغتصاب للسلطة

د. فرج الغول نائب في البرلمان الفلسطيني

* أبو مازن ليس له الحق في حل المجلس، و"التشريعي" سيد قراره

* ما نُسِبَ إلى عزيز دويك بشأن تمديد ولاية الرئيس غير صحيح

* الدعوة إلى الانتخابات مسئولية اللجنة القانونية المركزية أمام الشعب

متمسكون بتطبيق القانون ولن نعترف بأية محاولة لتجاوزه
فلسطين الان - وكالات - ما زالت الأصداء القانونية والسياسية حول مدة الفترة الرئاسية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصاعد، وهل سيكون يوم الثامن من يناير القادم هو نهاية علاقة أبو مازن بالسلطة الفلسطينية أم أن هناك مخالفات قانونية قد يشهدها هذا الملف الأخطر والأكثر سخونةً الآن على صعيد القضية الفلسطينية، وهي الأزمة التي تُلقي بظلالها أيضًا على العديد من الدول قريبةِ الصلة من القضية الفلسطينية، فضلاً عن موقف المجلس التشريعي الفلسطيني صاحب الكلمة الأولى في التشريع واتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية، ولعل هذا ما دفعنا إلى الالتقاء بالدكتور محمد فرج الغول رئيس اللجنة القانونية والتشريعية بالمجلس التشريعي الفلسطيني:

* طبقًا للقانون الأساسي الفلسطيني (الدستور) هل يحق لرئيس السلطة أن يمد ولايته دون انتخابات؟!

** لا يوجد في القانون الفلسطيني ما يسمح لرئيس السلطة الفلسطينية بتمديد ولايته ولو يومًا واحدًا بعد التاريخ المحدد؛ ولذلك فإن الدعوة إلى الانتخابات أصبحت حتميةً بحسب القانون الأساسي، وعلى اللجنة القانونية المركزية أن تدعوَ إلى الانتخابات في موعدها المحدد، وإلا فسوف تتحمل اللجنة مسئولياتها القانونية أمام الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن اللجنة تمثل جهة مستقلة ولا تتأثر بمواقف الرئيس أو غيره.

* هل معنى ذلك أنه يمكن حل المجلس التشريعي لأنه يقف عقبةً في طريق تمديد ولاية عباس؟

** ليس في القانون ما يعطي أبو مازن الحق في حل المجلس التشريعي؛ فالمجلس التشريعي سيد نفسه وصاحب قراره، بل إن سنده القانوني أقوى من سند الرئيس أبو مازن؛ فانتخابات الرئاسة عندما أجريت شارك فيها 40% من الشعب الفلسطيني، وحصل أبو مازن فيها على نسبة 60% من إجمالي الأصوات، أي إنه يستمد شرعيته من 20% من المواطنين، بينما وصلت نسبة المشاركين في انتخابات التشريعي إلى 95%، وفازت حماس بما يفوق 75% من هذه الأصوات، أي إن المجلس يستمد شرعيته من 70% من أبناء الشعب الفلسطيني، كما أن القانون الأساسي الفلسطيني يخلو تمامًا من أي بند يعطي أبو مازن الحق في حل المجلس.

وأضاف: "حتى كتلة فتح نفسها في المجلس السابق حاول بعض أعضاؤها أن يُصدروا قانونًا يعطي أبو مازن هذا الحق، إلا أنهم فشلوا؛ فأبناء فتح أنفسهم هم من رفضوا ذلك".

* ولكن هناك أنباء أشارت إلى أن رئيس المجلس التشريعي المعتقل في سجون الاحتلال الدكتور عزيز الدويك وغيره من النواب الأسرى دعوا بالفعل إلى تمديد ولاية عباس؟

** ليست هناك أية دعوة من الدكتور عزيز دويك أو النواب الأسرى إلى تمديد ولاية الرئيس عباس، ونحن في جميع جلسات التشريعي نتواصل مع الإخوة في رام الله والأسرى في السجون ولا ننفرد بالقرار، بل يشارك فيه الجميع.

* ألا ترى أن التمهيد بتعيين نائب للرئيس أبو مازن قد يكون حلاًّ لهذه الأزمة؟

** لا يحق للرئيس أبو مازن تعيين نائب له؛ لأنه لا يوجد في القانون الفلسطيني ما يسمَّى نائب الرئيس، وليس من حقه أن يفعل ذلك، وإن فعل فسيكون تصرفه غير دستوري وغير قانوني، ولن تتوفر أية شرعية لمن سيشغل هذا المنصب.

ضغوط عربية

* وماذا عن الضغوط العربية التي تتواصل على المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس بغض الطرف عن هذه القضية؟

** محاولات الالتفاف حول الاستحقاق الرئاسي مرفوضة، والمجلس التشريعي وحركة حماس لن يتنازلا عن تطبيق القانون، وسوف يلتزمان به، ولن نعترف بأية محاولات لتجاوزه ولو مدة يوم واحد؛ لأن بقاء الرئيس عباس في السلطة بعد الثامن من يناير القادم يعد اغتصابًا للسلطة، وحماس لن تعترف بأي قرارات سيصدرها بعد ذلك التاريخ.

هذا بالإضافة إلي أن هذه القضية خلاف داخلي ولأننا لا نتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة أخرى ولا نتدخل في انتخاباتها، فسواء وافق القادة العرب أم لم يوافقوا فإن القانون الفلسطيني هو الذي يُطبق، وبالتالي إذا كانت موافقة القادة العرب على تطبيق القانون الفلسطيني فأهلاً وسهلاً، وإن لم تكن هناك موافقة منهم على تطبيق القانون الفلسطيني، فإن الفلسطينيون وحدهم هم من يحددون بقاء أو عدم بقاء رئيس السلطة في منصبه، ولا يمكن أيضاً بأي حال من الأحوال أن يتم فرض شيء ما على الشعب الفلسطيني حتى ولو كان هناك توافق، حيث أن ذلك لا يصير إلى بالرجوع إلى المجلس التشريعي الفلسطيني، وبالتالي يُعرض هذا الأمر على المجلس التشريعي، وأنه إذا وافق ثلثا أعضاء المجلس على هذه الخطوة فإنه يتم بعد ذلك تعديل القانون الأساسي.

* وماذا عن الإجراءات التي سوف تتخذها حماس بعد 8 يناير؟

** في الحقيقة لم يتم طرح هذا الموضوع حتى الآن علي أمل أن يلتزم أبو مازن بالقانون ويجري الانتخابات في موعدها إلا أننا سوف نتمسك بتطبيق الدستور الذي ينص على تولي رئيس المجلس التشريعي أو من ينوب عنه مهام رئيس السلطة لحين إجراء انتخابات الرئاسة، وبالتالي سيتولى الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة مهام الرئيس إلى أن تجرى الانتخابات.

* أمام رفض رام الله لإجراء الانتخابات هل ممكن أن تلجئوا إلي إجراء انتخابات رئاسية في غزة فقط؟

** هذا لن يحدث أبدًا لأننا حريصون على الوحدة الجغرافية لفلسطين، وهناك رفض قاطع لإجراء انتخابات في غزة دون الضفة، ولذلك فإن الأمل في التوصل لحل لهذا الخلاف وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة والتوصل لآليات لحل جميع الخلافات وإعادة لم الشمل وفك الحصار هو الأساس في هذه المرحلة.

انتخابات رئاسية وتشريعية

* وما موقفكم في حال دعا عباس لإجراء انتخابات مبكرة سواء رئاسية لوحدها أو رئاسية وتشريعية هل ستسمحون بإجرائها في غزة؟

** بداية بالنسبة للانتخابات الرئاسية، فإنني لا أقول عنها أنها انتخابات مبكرة لأن مدتها القانونية انتهت، أما لو دعا لها رئيس السلطة فأعتقد أن حركة حماس في قطاع غزة ستسهل عملية الانتخابات وستوفر الأجواء المناسبة لإجراء هذه الانتخابات ولن يكون هناك أي عائق أمام إجراءها في قطاع غزة، وأنا باعتقادي أن عملية الانتخابات الرئاسية في غزة ستكون أسهل بكثير من الضفة الغربية؛ وذلك لأن الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة ستعيق الانتخابات هناك.

أما بخصوص الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة فهذا مخالف للقانون الأساسي الفلسطيني؛ حيث إن المجلس التشريعي مدته 4 سنوات ولا أحد يستطيع على وجه الأرض أن يخترق القانون الأساسي، وبالتالي الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة هي مخالفة واضحة للدستور، وتنتهي مدة المجلس التشريعي القانونية في 24/1/2010م، بينما ولاية رئيس السلطة تنتهي بعد 8/1/2009م.



سلاح السلطة سلاح خائن وغير شرعي

سلاح السلطة سلاح خائن وغير شرعي

أ.د.عبد الستار قاسم – جامعة النجاح


ليس هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار ناجح والظروف غير مهيأة

يجب إعادة إحياء الشعب الفلسطيني من خلال المقاومة الفلسطينية

أصبحنا مرهونين للرواتب التي تأتي من الدول الغربية

القطبية الأحادية التي تفوق التحدي للولايات المتحدة انتهت

نابلس - فلسطين الآن - خاص - كشف البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في الضفة الغربية أن هناك ميزان قوى جديد يفرض علاقات جديدة وتحالفات جديدة ومنطق جديد، ملفتاً إلى أن (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على عمل ما تريد.

وقال قاسم في حوار لـ" شبكة فلسطين الآن " :" علينا نحن الشعب الفلسطيني ألا نبقى في الماضي بل يجب أن نتكيف مع ميزان القوى الجديد ليكون لنا دور وأن نعيد التفكير بكل الطروحات الموجودة في الساحة الفلسطينية وأن نبدأ التفكير من جديد بأسلوب جديد وبنمط جديد نستغل فيه موازين القوى القائمة الآن في المنطقة والذي تتبلور على مستوى العالم ".

وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني القائم في القاهرة بين حركتي فتح وحماس أجاب قاسم :" لا أرى أن هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار الفلسطيني ناجح، ولا أرى أن الظروف مهيأة ، وخاصة فيما يتعلق بالإرادة السياسية الحرة للشعب الفلسطيني "، مؤكداً أن الأنظمة العربية غير مؤتمنة وهي أنظمة منصبة من قبل الاستعمار ، وتتعاون مع (إسرائيل) وتطبع العلاقات معها.

الظروف غير مهيأة

* كيف تقيم جو الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة، وما هي توقعاتك لهذه اللقاءات ؟

أولاً نأمل أن ينجح هذا الحوار وأن يتوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ، لكن أنا لا أرى هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار ناجح، لا أرى أن الظروف مهيأة ، وخاصة فيما يتعلق بالإرادة السياسية الحرة للشعب الفلسطيني، وما دامت غير موجودة بالتالي لا أرى إمكانية حقيقة في التوصل إلى اتفاق يمكن تنفيذه ، وسبق أن توصلنا إلى اتفاقات ولم ننفذ ، وما دام التناقض كبير على الساحة الفلسطينية والتناقض حاد ، ونأمل أن تكون النتيجة غير المرات الماضية.

* في هذه الأوقات بالذات ما هو المطلوب من القاهرة والدول العربية لإنجاح الحوار الفلسطيني القائم ؟

طالما أننا نجري وراء القاهرة والدول العربية أقول لا يوجد حل، والزعماء العرب ليسوا أمناء على شعوبهم ولا على أوطانهم، وهم يعملون عند (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية أبحثوا عن طريق أخر وأنا أدعيكم إلى بيتي ويتسع لجميع الفصائل ، وطالما أنتم ترتحلوا إلى القاهرة والأنظمة العربية إذاً الشعب الفلسطيني يتلقى المزيد من المصائب، لأنها أنظمة غير مؤتمنة وهذه أنظمة منصبة من قبل الاستعمار ، وهي أيضاً تقوم على التعاون مع (إسرائيل) وتطبع العلاقات معها، فبأي حق أنت تأتمن هذه الأنظمة على قضية مقدسة وهي الحوار ، وهي أنظمة ضد المقاومة الفلسطينية وهي مع (إسرائيل) وفي يوم ما ستدافع عن (إسرائيل) وفي عام 2006م وقفت مع (إسرائيل) ضد حزب الله وهي تقف ضد حماس وضد الجهاد الإسلامي وضد شهداء الأقصى وكل من يحمل بندقية في وجه الاحتلال الإسرائيلي فبأي حال أنت تأتمن هذه الأنظمة، على أي حال سنجرب، وفي لبنان الأنظمة العربية أدخلت عندما أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية إذن في ذلك، ولم يحصل هذا الإذن إلا عندما سيطر حزب الله على بيروت خلال ساعتين ووجد جماعاتهم لا تستطيع الصمود في لبنان فطلبت من الجامعة العربية التدخل فهذا هو الواقع الحقيقي للأنظمة العربية، وعلى الأنظمة العربية رفع الظلم عن شعوبهم.

يجب تحديد الأهداف

* حركة حماس أعلنت قبولها لبعض الشروط من أجل ما وصفته مصلحة الشعب الفلسطيني، كيف تقيم قبول حماس وموافقتها للحوار الفلسطيني من أجل المصالحة الفلسطينية ؟

كل فصيل يتحدث عن مصلحة الشعب الفلسطيني ، والموافقة تمت على خطوط عريضة مبادئ ، والمشكلة تكمن في التفاصيل والمشكلة لا يوجد لدينا مشكلة فيما نتفق بمبادئ عامة ، لكن المشكلة عندما نضع التفاصيل ، والتفاصيل هل تخدم مصلحة القضية الفلسطينية أم لا ، ومن الصعب أن نعرف ما هو المصلحة الوطنية الفلسطينية ، أما يمكن أن يدخل تعريف المصلحة الوطنية الفلسطينية إذا أصبح لدينا ميثاق يحدد أهداف بعيدة المدى ويحدد الخطوات التي يمكن أن نقوم بها وإلى أواخره ، أما في ظل هذا الوضع فالأمور عايمة.

سيف مسلط على الفلسطينيين

* صدرت تصريحات من بعض قادة حركة فتح في رام الله وكانت ساخنة وفيها اتهامات لحركة حماس، ولكن ما الذي يمكن أن نجنيه من وراء هذه التصريحات التوتيرية في ظل أجواء التفاؤل الذي تصدر عن المتحاورين في القاهرة ؟

نحن نجني المزيد من الخراب، والحوار محكوم بالرواتب ، إحنا مرهونين للرواتب الذي تأتي من الدول الغربية وصحيح أن معظم هذه الرواتب من الدول العربية لكن الذي يتحكم فيها أمريكا و(إسرائيل)، وإذا أردتم الاتفاق مع حركة حماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية ولا تريد هذه الحكومة تعترف بالرباعية وإلى أخره، فلا يوجد رواتب، فأيهما نختار الرواتب أم فلسطين ، اختيارنا الرواتب وسبق أن حصل عندما حوصرت الحكومة الفلسطينية بعدما فازت حماس في الانتخابات أصبح جزء كبير من الشعب الفلسطيني يناضل ضد حماس من أجل أن تأتي الأموال من الغرب، وبالتالي كيف يمكن أن تخوض حوار ناجح في ظل رواتب ترتهنك ، عندما تقرر وتفكر في طريقة اقتصادية جديدة تعتمد فيها على ذراعك قدر المستطاع وعلى أصدقائك وعندما تبدأ في هذا النهج يمكن أن نقول أن الإرادة الفلسطينية بدأت تحرر، وبالتالي الحوار يمكن أن ينجح، أما الآن فهناك سيف مسلط، والرباعية و(إسرائيل) والولايات المتحدة دائماً رددوا أي اتفاق لا يتمشى مع الاتفاقيات ( أوسلو وطابا ) ومع متطلبات الرباعية وخارطة الطريق ، يعني أن الأموال ستقطع على الشعب الفلسطيني.

* معنى ذلك أن الرواتب أصبحت مطلب فلسطيني أكثر من المصلحة الوطنية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني؟

أي ثوابت فلسطيني ثوابت الماضي قد دفنت ، هي ثوابت بإعلان فقط ، الذي يعترف بإ(إسرائيل) وبصافح (إسرائيل) ويقيم حكم ذاتي هذا يريد ثوابت، ونحن مجتهدين في رفع الشعارات والثوابت انتهت من زمن بعيد، الآن نريد رواتب وأموال ، والسبب في ذلك أجرم ما وضع الشعب الفلسطيني في هذا القفص ، والذي عمل كل هذا كان يعلم ويعرف أنه سيغطس الشعب الفلسطيني وسيذهب بإرادته السياسية إلى التخريب.

السلاح المرخص إسرائيليا خائن

* في ظل استمرار لقاءات الحوار ، لا تزال هناك اعتقالات مستمرة بحق عناصر حركة حماس في الضفة المحتلة، خاصة وان قادة الأجهزة يلاحقون المقاومة والذي كان أخرها ضبط كميات من الأسلحة لحماس، كيف تنظر إلى مثل هذه التحركات الميدانية والذي تعكر من جو الحوار ؟

كل سلاح مرخص إسرائيلياً هو سلاح خائن ، والسلاح الشرعي والوحيد في فلسطيني هو سلاح المقاومة ، وسلاح الزعران هو سلاح غير شرعي وسلاح السلطة غير شرعي والسلاح الذي نريد أن نعمل فيه عربدة في الشوارع هو ايضاً غير شرعي لأنه يسيء للقضية الفلسطينية ويعرضها للخطر، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو تطبيق للاتفاقيات مع (إسرائيل) وهناك شرطي أساسي بأنكم تقومون بملاحقة الإرهابيين سنساعدكم وندعمكم ، وهذه هي المشكلة الحقيقة.

* في موضوع التهدئة ، كيف تنظر إلى التهدئة ، وهل الاحتلال حتى هذه اللحظة ملتزم بالتهدئة مع الفصائل الفلسطينية ؟

أخي الكريم هناك مشكلة كبيرة وعلى الفصائل أن تسمعها هناك خطورة على الوضع المعنوي في الساحة الفلسطينية ما دامت المقاومة غائبة، وهناك ثمن معنوي يدفعه الشعب الفلسطيني بسبب غياب المقاومة، وأحياناًَ جيد أن تعمل تهدئة ، ومنظمة التحرير كانت تعمل تهدئة ، لكن أن تكون المقاومة قد انتهت في الضفة المحتلة أو توقفت تماماً، وتوقفت أيضا في قطاع غزة ، وتوقف في خارج البلاد هذه أزمة كبيرة جداً يجب إعادة إحياء الشعب الفلسطيني وهذا الوضع عبارة عن مواد للشعب الفلسطيني والمقاومة يجب أن تكون على أسس علمية، وإذا أردت أن أطلق صاروخ يجب أن أعرف كيف أطلق هذا الصاروخ لأنه وفي نفس الوقت ما أعرض شعبي للهلاك ونحتاج إلى فن سواء كان في الضفة المحتلة أو قطاع غزة لا يكفي الأساليب الذي كانت في السابق ولا بد من تطويرها وكما كانت المقاومة تستطيع أن تدير أمرها في عام 1990م تستطيع أن تدير أمرها في أوقات أخرى.

العولمة الأمريكية انتهت

* في ظل الأزمة المالية التي تشهدها الإدارة الأمريكية ، ما هي نظرتك لأمريكا في المستقبل؟

أرى أن العولمة تتردح، بل هي تحتضر ، ونحن لدينا عولمتان عولمة موضوعية وعولمة ذاتية، والعولمة الذاتية وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال برامجها الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية تعمل على إعادة تربية العالم على الطريقة الأمريكية بحيث تدير شعوب العالم تربوياً وليس فقط عسكرية واقتصادياً ، بل تربوية وهذا يشكل خطورة كبيرة علينا نحن في فلسطين وعلى البلدان العربية، وكم مركز للديمقراطية وحقوق الإنسان في الضفة وقطاع غزة وممولة من الدول الغربية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إعادة تثقيف الشعب الفلسطيني وفي الأردن ومصر وكثير من البلدان موجودة.

الآن الولايات المتحدة الأمريكية واجهت الكثير من التحديات ، وأول تحدي هو العراق وكانت تأمل أن تكون العراق نقطت انطلاق نحو السيطرة على العالم فخذلت، لأن المقاومة العراقية وقفت صامدة وكبدت الأمريكيين خسائر والكثير من الكبوات الذي عانت منها أمريكا وهذه الكبوات الكبيرة الذي تبعد الدول الصناعية عنها وتجعل العالم متعدد الأقطاب وليس من قطب واحد، ولهذا الأزمة المالية الحالية كانت عبارة عن قاسمة الظهر، بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية وأحلامها نحو القطبية الأحادية التي تفوق التحدي أعتقد أنها قد انتهت ولا بد من عهد جديد على المستوى العالمي.



أجهزة عباس في الخليل لحماية المستوطنين

أجهزة عباس بالخليل لم تأتي لخدمة الفلسطينيين بل لحماية الاحتلال والمستوطنين
أحد قيادات حركة فتح في الضفة المحتلة


الخليل- فلسطين الآن- خاص- غابت مظاهر الورود والاحتفالات وانتظار قدوم وقوافل أجهزة عباس على الطرقات عن شوارع مدينة الخليل كما جرت العادة في مدينتي نابلس وجنين كما ظهرت الاحتفالات والاستقبال الحافل لأجهزة عباس أثناء قدومها للمدن بنية "الانتشار لتطبيق القانون"، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول سبب مقاطعة حركة فتح وهي الفصيل المسيطر بالضفة لاستقبالهم حتى من نواب الحركة.

"فلسطين الآن" وفي حوار مع أحد قيادات حركة فتح بإقليم وسط الخليل كشفت الأسباب والدوافع من مقاطعة الحركة لاستقبال العناصر الجدد من أجهزة عباس الأمنية وموقف الحركة من قدومها.

(أبو عمار) كما يلقب تنظيما وهو أحد قيادات حركة فتح في إقليم الخليل، كشف لـ شبكة فلسطين الآن أن صراعا خفيا وكبيرا يدور بين تنظيم فتح وقيادات أجهزة عباس بالخليل نتيجة لما تقوم به من تنفيذ لأجندة خارجية ومعاداة لأبناء المحافظة من مختلف التنظيمات السياسية، كما أكد أن هناك محاولات من السلطة لإلغاء الحركة والتنظيم.

تابعوا معنا تفاصيل الحوار الخاص في الساعات القليلة القادمة ...

وفيما يلي نص الحوار كاملا ..

* ما هو السر خلف اختفاء مظاهر الاحتفال واستقبال حركة فتح للأجهزة الأمنية القادمة من رام الله وأريحا إلى الخليل بعكس ما حصل في مدن أخرى؟

** نعم والجميع لاحظ ذلك وهي رسالة من حركة فتح بالخليل أننا نعلم حقيقة ما ينوي هؤلاء تنفيذه وهم لم يأتوا لحماية المواطن الفلسطيني هنا بالمدينة وإن كانوا يحملون شعارات براقة وكبيرة لكن الحقيقة الكل يعرفها أنهم قدموا لتعزيز حكم فياض وسلطته وحماية المستوطنين والاحتلال، ونحن نعلم حقيقة قياداتهم أيضا التي تعمل هنا والتي تواصل دورها في زرع الفتنة.

ولعلك لاحظت عدم صدور حتى بيان دعم لهذه القوات لأننا لا يمكن أن نكذب على أنفسنا وعلى الناس التي تعلم الحقيقة لذا فضلنا الصمت، وأؤكد أن هذه الحملة هي لملاحقة المقاومة وإن كانت ستطال بعض المظاهر غير القانونية، ونحن معها في محاربة الفلتان والمظاهر غير القانونية لكن بالتأكيد لا أحد سيقف معها فيما تقوم به من محاربة للمقاومة ومن أي تنظيم.

* كان هناك تصريح لقائد منطقة الخليل سميح الصيفي أن الحملة ستشمل جمع كل سلاح غير شرعي وفي خارج إطار السلطة ومن ثم قالها صراحة سلاح كتائب القسام وكتائب الأقصى؟

* للأسف أصبح يتفاخر هؤلاء بأنهم سيلاحقون سلاح المقاومة وبكل وقاحة، يعني الصيفي أو غيره لن يستطيعوا أن يفعلوا ما فشل به الاحتلال، كتائب الأقصى ومعها القسام والسرايا هي وحدة واحدة لمواجهة الاحتلال هنا ونحن نعلم جيدا عن أخوانا في حركة حماس بالخليل من هم وما هي نواياهم والجميع أيضا يعلم أن العلاقة بين فتح وحماس بالخليل يعني تكاد تكون أقرب للمثالية لكن للأسف مؤخرا هناك من شوه صورة حركة فتح وهم قلة ممن يدعون أنهم منها ويعملون في بعض الأجهزة الأمنية.

وهنا أقول مثل شعبي شائع بالخليل "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي عالغريب"، لكن يبدو هناك من فضل التحالف على أخواننا بمساندة الغريب وهذا ما قاله القائد الراحل الشهيد صلاح خلف "الخيانة أصبحت وجهة نظر".

* ما هو موقفكم من الاعتقالات السياسية والتي زادت بشكل كبير مؤخرا في صفوف أنصار حركة حماس بالخليل؟

* للأسف الاعتقالات السياسية موجودة هنا وفي غزة أيضا فهناك لا يخفى على أحد الاعتقالات لكوادر وقيادات حركة فتح وأمناء سر الأقاليم وهذا أمر معيب وأيضا هنا بالخليل أيضا هناك معتقلين سياسيين من حماس وحتى من فتح وعددهم يزيد عن العشرة ومنهم من نفذ عمليات ضد الاحتلال وآخرون كانوا يخططون وللأسف كشفتهم الأجهزة ومعظمهم لدى جهاز المخابرات.

ومن هنا نطالب بإنهاء هذه النقطة السوداء في تاريخ سجلنا الوطني بالاعتقالات السياسية سواء في غزة أو بالضفة، ولا أعتقد أن حماس ستكرر ما حصل في غزة من انقلاب ومن الجانب الآخر وحتى يكون هناك إنصاف على رئيس السلطة عباس وقيادة حركة فتح أن تلجم تصرفات الأجهزة الأمنية التي توفر أسبابا لأي أحداث دموية قد تحصل لا سمح الله.

* هل هناك قطيعة بين حركة فتح بالخليل وسلام فياض خاصة أنه لم يلاحظ خروجكم لاستقباله خلال المرات التي حضر فيها للمدينة وهي كثيرة؟

* سلام فياض هو وكيل أمريكي ومتعهد لتنفيذ مخططها الرامي لإنهاء حركة فتح قبل أي فصيل فلسطيني ورجل اقتصادي يهمه نفسه ومشاريعه فلا فتح ولا حماس ولا غيرها، وطبعا لم نخرج ونرفض استقباله لأنه غير وطني وسبق أن أوضحنا ذلك ونرفض أن يكون حتى في صفوف حركة فتح فهي حركة نضال وطني وإن البعض اخترقها لتنفيذ مشاريع وأجندة شخصية وخارجية.

* أليس عناصر وقيادات الأجهزة التي تهاجمها الآن هي من أبناء فتح ومناضليها؟

** نعم هناك الغالبية العظمى ممن يعملون بالأجهزة المختلفة هم من أبناء ومناضلي الحركة لكن بعضهم يبدو أن المال والمنصب والجاه أعمى عيونه وأصبح يلهث لإرضاء أسياده الذين يتساوقون مع الاحتلال، وهذه الأيام تكشف الحقيقي من المزيف وتفرز أبناء حركة فتح بين الصالح وغيره وهذا أمر جيد لتنقية صفوف الحركة.