Subscribe to updates

Tuesday, May 31, 2011

اليمن في فوهات المدافع

يدعو المخلصون اليمنيون والخليجيون والعرب والعالم إلى تجنب حرب أهلية في اليمن. والرئيس اليمني علي عبدالله صالح نفسه قال أمس: إنه لن يستدرج إلى حرب أهلية. ولكن سقوط قتلى ومواجهات في صنعاء وفرار أعداد من سكان العاصمة إلى ملاذات آمنة ينذر بخطر يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية طاحنة.
التصعيد الأخير يبدو أنه حدث بسبب صدمة الشارع الذي كان يأمل بنجاح المبادرة الخليجية وبدء مرحلة انتقالية سلمية للسلطة وبدء عهد جديد في اليمن كما هي سنة الحياة.
ولا يبدو أن قادة السلطة اليمنية يتمتعون بتقييم عال للأوضاع، لأن ترك الأمور لمزاجات الشارع، يعني مقامرة لا يمكن حساب نتائجها، خاصة في ظل رفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة الخليجية وقدم مبررات لا تبدو تقنع الشارع اليمني بحسن نواياه. ثم انتقلت الأوضاع من الملاسنات والمراوغات إلى مواجهات حقيقية في شوارع صنعاء. وذلك لعب بالنار ومجازفة بمصير اليمن، ووضع البلاد في فوهات المدافع، لأن الأمور إذا انفلتت فإن القبائل المسلحة ستنخرط في حرب طاحنة ضد السلطة، وربما ضد بعضها البعض. وذلك يعني خرابًا لليمن، وإشعالًا لفتنة، ستكون مروعة، في ربوعه. وإذا كان الجيش اليمني أمضى سنين لم يتمكن من إخضاع قبيلة واحدة في صعدة, ولم يستطع القضاء على مجموعة أفراد يتبعون منظمة القاعدة، كيف له أن ينشد نصراً في مواجهة قبائل يمنية مسلحة بمختلف أنواع السلاح.
وبدأت الطرق تضيق في اليمن، ولا مخرج لليمنيين من التكوم في أتون النار سوى أن يبادر الرئيس صالح إلى إيجاد مخرج لمشكلة ينسج بعض خطوطها. فقد قدمت البلدان الخليجية مبادرة تفضي إلى انتقال مشرف للسلطة وأمان للرئيس وعائلته. ووقع على اتفاق المبادرة زعماء المعارضة في اليمن، ولكن قرر في آخر لحظة رفض المبادرة والاستمرار في المواجهة. وسقط قتلى وجرحى  وتأزم الموقف. وكان يمكن ألا يسقط قتلى وان يحتفل الرئيس وموالوه ومواطنوه ومعارضوه بانتقال سلمي للسلطة يحفظ للجميع كراماتهم، واتخاذ ترتيبات تضمن ألا تحدث أعمال انتقام. وأن يضع اليمنيون كل ما حدث في الشهور الأخيرة وراء ظهورهم ويبدأوا عهداً جديداً لبلاد تحتاج إلى كل يوم وساعة كي تلحق بركب التنمية، والتعامل مع أحلام الغد ومتطلباته والتزاماته.

Monday, May 23, 2011

أوباما يوضح موقفه ويرضي إسرائيل


تمكن الرئيس الأميركي 
باراك أوباما من نزع فتيل التوتر مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، عندما أكد أن دعوته لإقامة الدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 تأخذ بعين الاعتبار ما أسماه "الواقع السكاني الجديد" أي الاستيطان.

وفي كلمته أمس الأحد أمام اللجنة الأميركية للشؤون العامة لإسرائيل (إيباك) عارض الرئيس الأميركي المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية من جانب واحد في سبتمبر/أيلول، كما أدان اتفاق المصالحة الأخير بين حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه أيضا دعا إسرائيل "لاتخاذ خيارات صعبة" من أجل السلام.

واعتبر الرئيس الأميركي أن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس "عقبة أمام  السلام".وقال "لا يمكن توقع قيام دولة بالتفاوض مع منظمة إرهابية مصممة على تدميرها (إسرائيل)"، وطالب حركة حماس "بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف والالتزام بكل الاتفاقيات القائمة".
http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif

تحريف أقوال
وقال أوباما إن دعوته لدولة فلسطينية على حدود 1967 حرفت، وأضاف "بحكم التعريف تعني المبادلة أن الطرفين نفسيهما الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان على حدود تختلف عن التي كانت موجودة في الرابع من يونيو/حزيران 1967، هذا هو ما تعنيه المبادلات التي يتفق عليها الجانبان".

وأوضح أن هذه الدعوة التي أكدها "تسمح للطرفين نفسيهما بمراعاة التغييرات التي حدثت خلال الأربعين عاما الماضية.. إنها تمكنهما من مراعاة هذه التغييرات بما فيها الحقائق السكانية الجديدة على الأرض وحاجات الجانبين".

نتنياهو رفض دعوة الرئيس الأميركي لدولة فلسطينية على حدود 1967 (رويترز)
وقد امتدح رئيس الوزراء الإسرائيلي خطاب الرئيس الأميركي، وقال إنه مصرّ على العمل مع أوباما على إيجاد سبل لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله بعد خطاب الرئيس الأميركي "بودي أن أعبر عن تقديري لأقوال الرئيس أوباما أمام مؤتمر إيباك، وأنا شريك في رغبة الرئيس في دفع السلام، وأقدر جهوده في الماضي والحاضر من أجل تحقيق هذا الهدف".

واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أوباما جدد عملياً التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتعهدات الرئيس السابق جورج بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون من عام 2004، المعروفة برسالة الضمانات القاضية بأن أي اتفاق سلام يجب أن يأخذ بالحسبان التغيرات الديمغرافية، أي ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل.

كذلك وصف مقربون لنتنياهو خطاب أوباما اليوم بأنه خطاب جدير بالتقدير، وقالوا "إننا لا نرى في ذلك انتصاراً لكننا حصلنا على عدة تأكيدات كانت مهمة بالنسبة لنا".

وكان أوباما قد دعا الخميس للمرة الأولى إلى قيام دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 "مع تبادلات يتفق عليها الطرفان". وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رفض هذه الفكرة خلال لقائه أوباما في البيت الأبيض الجمعة، مما دفع الرئيس الأميركي إلى الحديث الأحد عن إساءة تفسير لما ورد في تصريحاته.http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif
"
حماس:
الانحياز الأميركي لإسرائيل هو على حساب حرية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته كاملة السيادة
"
مواقف فلسطينية
وردا على خطاب الرئيس الأميركي، قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ينبغي أن تكون "على أساس الاعتراف بحدود 1967 لدولة فلسطين".

وقال عبد ربه -في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية- "إذا أرادت الولايات المتحدة إطلاق عملية سلام على أساس الاعتراف بحدود عام 1967 لدولة فلسطين، فإن ذلك يقتضي الحصول على اعتراف إسرائيل بهذه الحدود أولا حتى تبدأ المفاوضات انطلاقا من هذا الأساس".

أما المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة فقال إن الرئيس الفلسطينيمحمود عباس سيناقش مع القيادة الفلسطينية يوم الأربعاء المقبل في رام الله، ومع لجنةمتابعة مبادرة السلام العربية يوم السبت في الدوحة، ما جاء في خطاب الرئيس أوباما.

وأضاف أن "الرئيس الفلسطيني أجرى سلسلة لقاءات عربية ودولية، وهناك تقدير من الجميع بأن موقف الرئيس المتكرر من دولة على حدود 1967 هو خطوة في الاتجاه الصحيح".

من ناحيتها اعتبرت حركة حماس الأحد أن تصريحات الرئيس الأميركي تؤكد أن الإدارة الأميركية منحازة بالكامل لصالح إسرائيلي. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن هذا الانحياز هو على حساب حرية الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته كاملة السيادة.

واعتبر تصريحات أوباما بشأن التراجع عن حدود عام 1967 دليلاً على خطأ اعتبار الإدارة الأميركية راعيًا نزيهاً، وخطأ الاستمرار في الرهان على الدور الأميركي.

اوباما تعهد بضمان أمن اسرائيل وبمساعدات عسكرية تفوق المعتاد

تخلى الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس عن حدود الدولة الفلسطينية الموعودة، معتبراً أن الحدود النهائية يجب ان لا تكون على خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
وقال أوباما في كلمة أمام مجلس العلاقات الاسرائيلية - الأميركية (أيباك) إن خطابه قبل 3 أيام حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد أسيء فهمه، مشيرا الى ان اي ترسيم نهائي للحدود يجب ان يأخذ "الحقائق الديموغرافية الجديدة على الارض" في الاعتبار.





ووسط تصفيق حاد من قبل المشاركين في مؤتمر "ايباك" وهو ابرز لوبي يهودي في الولايات المتحدة، اعتبر اوباما انه حصل "تفسير خاطئ" لكلامه عن هذه الفكرة.
وقال اوباما ان كلامه عن هذه النقطة "يعني ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني سيقومان بالتفاوض حول حدود مختلفة عن تلك التي كانت قائمة في الرابع من حزيران (يونيو) 1967" بعد الاخذ في الاعتبار "الحقائق الديموغرافية الجديدة على الارض وحاجات الطرفين".وكان اوباما دعا الخميس الماضي للمرة الاولى الى قيام دولة فلسطينية على اساس حدود العام 1967 "مع تبادلات يتفق عليها الطرفان" ما دفع نتنياهو الى رفض هذه الفكرة في شكل قاطع. ما دفع بأوباما الى طمأنة مؤيدي الدولة العبرية بشأن التزامه بأمنها، مؤكداً في الوقت نفسه التصدي لأي "محاولة لعزل اسرائيل" في الامم المتحدة. واكد أوباما ان الولايات المتحدة ستقدم لاسرائيل مساعدة عسكرية "تتجاوز" المساعدة العادية الى بلد آخر، معربا عن عزمه على الابقاء على "التفوق" العسكري الاسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط، داعياً من جهة ثانية حركة "حماس" الى "الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود" والى "رفض العنف والموافقة على كل الاتفاقات القائمة"، معتبراً ان "الاتفاق الاخير بين فتح وحماس يمثل عقبة كبيرة امام السلام". وفي الشأن الايراني، وعد اوباما بـ"ابقاء الضغط" على طهران لمنعها من الحصول على السلاح النووي.

وقال اوباما ان "ايران في الوقت الحاضر معزولة عمليا عن اجزاء كبيرة من النظام المالي الدولي وسنبقي هذا الضغط"، وأضاف "ليكن الامر واضحا تماما : نحن مصممون على منع ايران من التزود بالسلاح النووي". وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، بالعمل مع أوباما لإحياء محادثات السلام المجمدة مع الفلسطينيين.
ورداً على جهود أوباما لتخفيف حدة التوتر مع اسرائيل في كلمة أمام جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل بشأن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني اصدر نتنياهو بيانا قال فيه "أشارك الرئيس اوباما رغبته في دفع السلام وأنا اشكر جهوده في الماضي والحاضر لتحقيق هذا الهدف. أنا مصمم على العمل مع الرئيس أوباما لتوفير سبل لإحياء محادثات السلام."

ودافع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن حركة حماس، مؤكدا انها "جزء من المجتمع الفلسطيني وتمارس المعارضة وفق الاسس الديموقراطية".
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن الرئيس عباس قوله خلال لقائه رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت في عمان مساء أمس، ان "حركة حماس هي جزء من المجتمع الفلسطيني وحركة فلسطينية تمارس المعارضة وفق الاسس الديموقراطية"، مشيرا الى ان "الحكومة الفلسطينية هي التي ستتولى ملف المفاوضات". وأوضح ان "الحكومة الفلسطينية المقبلة ستكون حكومة تكنوقراط تشمل وزراء فلسطينيين ليس لهم ارتباطات او انتماءات سياسية سواء لفتح او لحماس". وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة أمس ان الرئيس الفلسطيني سيناقش الاربعاء المقبل مع القيادة الفلسطينية ما ورد في خطاب الرئيس الاميركي الخميس الماضي. وقال ابو ردينه للوكالة "قرر الرئيس عباس دعوة القيادة الفلسطينية الاربعاء القادم للاجتماع برئاسته لمناقشة خطاب الرئيس اوباما وخاصة ما ورد عن القضية الفلسطينية وحدود دولة فلسطين على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967"، كما اعلن ان الموضوع نفسه سيناقش السبت القادم خلال اجتماع للجنة المتابعة العربية حول مبادرة السلام. وأعرب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عن قلقه حيال الوضع الراهن بين اسرائيل والفلسطينيين، معتبرا انه قد يؤدي الى نزاع جديد في المنطقة.

وقال العاهل الاردني في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" بثت أمس، "في كل مرة نقبل بالوضع الراهن، نقوم بذلك الى ان تندلع حرب جديدة. الموضوع اذا مثار قلق كبير بالنسبة الي". واضاف "انطلاقا من خبرتي طوال الاعوام الـ12 الماضية، اذا تجاهلنا القضية الاسرائيلية - الفلسطينية فإن امرا ما سينفجر"، موضحا انه "كل عامين ونصف العام، هناك انتفاضة او حرب".

وكان عبدالله الثاني يتحدث غداة لقاء في واشنطن بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما.

فصائل فلسطينية تتهم حماس وفتح باحتكار اتفاق المصالحة

انتقدت فصائل فلسطينية عدم إشراكها في المباحثات الجارية لتشكيل حكومة التوافق الوطني بين حركتي فتح وحماس، واعتبرت ثماني أحزاب منضوية في إطار منظمة التحرير أن حماس وفتح تحتكران اتفاق المصالحة.



عادت الفصائل الفلسطينية لانتقاد الفصيلين الكبيرين على الساحة الفلسطينية فتح وحماس، بسبب أدائهما في تشكيل الحكومة الفلسطينية تطبيقًا لاتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في الشهر الماضي.
ففي بيان صحافي أصدرته ثماني فصائل فلسطينية أعلنت امتناعها عن تسمية مرشحين لحكومة الكفاءات احتجاجاً على ما أسمته بـ"نهج الاحتكار الثنائي للقرار" من قبل الحركتين، اللتين انفردتا ببحث وإقرار آليات تنفيذ الاتفاق، بمعزل عن مشاركة سائر القوى والشخصيات التي ساهمت في الحوار الوطني.
وقالت هذه الفصائل في بيانها، وكلها فصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، إنها تستهجن نهج الاحتكار الثنائي للقرار والانفراد ببحث وإقرار الآليات والخطوات المتعلقة بالتنفيذ، بما في ذلك الاتفاق على تشكيل الحكومة ورئيسها، من دون التشاور الجاد والاتفاق مع سائر القوى والفعاليات الوطنية.
واعتبرت الفصائل أن هذا النهج "لا يبشّر بفتح صفحة جديدة من الشراكة الوطنية الشاملة التي ترسو على أساسها ركائز متينة لوحدة وطنية راسخة".
وقع هذا البيان كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني جبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية الجبهة العربية الفلسطينية.

جرار: لن نشارك في التشاور أو التشكيل
تقول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالد جرار لـ "إيلاف": "من المفترض أن يكون هناك تشاور في تشكيل الحكومة، وليس أن تشكّل وتدعى إليها الفصائل الفلسطينية كشريك من دون أن يكون لها أي دور فيها كما هو حاصل الآن".
وتابعت جرار: "نحن أعلنا احتجاجًا على الشكل الاحتكار الثنائي غير المقبول من جهتنا، خاصة أن تشكيل الحكومة يأتي استجابة لتطبيق اتفاق وطني شامل وقعت عليه الفصائل الفلسطينية كافة، وبالتالي لسنا مسؤولين عن الخطوات التي تتقرر بالاتفاق الثنائي".
وأكدت جرار أن هذه الفصائل لن تكون بعيدة عما يجري، بل ستبارك هذه الجهود وما ستفضي إليه سعيًا إلى إنجاح الاتفاق و تحقيق المصالحة: "من الجيد أن تبقى هناك جهات معارضة تراقب، وترى إن كان هناك تنفيذ لبرنامج الحكومة وعملها".
وقالت جرار: "عملية الاتفاق والتشاور الثنائي كانت مقبولة لدينا حينما كانت الاجتماعات الثنائية، ولكنه ليس مفهوم بعدما وقّعت كل الفصائل على اتفاق المصالحة، ما نراه اليوم من اتفاقات ثنائية لكل شيء".
وبحسب جرار، فإن هذا النهج لن تكون له آثاره السلبية على تشكيل الحكومة فقط، بل سيتعداه في ما بعد: "الطريقة التي تم التعامل بها واستمرار هذا النهج سيعكس نفسه في الحكومة مستقبلاً على كل القضايا التي تم الاتفاق على انجازها ضمن اتفاق المصالحة مستقبلاً".
ووصفت جرار هذا الاحتجاج بـ" التوجيه" من قبلهم لشكل تنفيذ الاتفاق وعدم إبقائه حكرًا على حركتين فقط، في حين انه يجب أن تكون مشاركة واسعة من قبل الفصائل كافة والمجتمع المؤسسات المجتمع المدني والشعب الفلسطيني كافة.

حماس و فتح "لا احتكار"
هذه الاتهامات "بالاحتكار" وعدم الشراكة بين الفصائل رفضها كل من حركة فتح وحماس، ففي تصريحات صحافية قال عضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول: "لا يوجد أي احتكار، لم يتم إقرار أي قضية حتى الآن، ونحن ما زلنا في إطار التداول ووضع أفكار عامّة، وتم تأجيل القرارات النهائية حتى يتم التشاور مع كل الفعاليات وأطر الشعب الفلسطيني والمستقلين".
وتابع محمود العالول: "اعتقد أن هذه القضايا ثانوية، وخاصة أن هذه الحكومة ستكون من المستقلين، وليس من الأحزاب، وعلينا جميعًا الانتظار حتى يتم وضع الأسماء للتشاور معهم".
في حين رفض القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس حسن أبو كويك ما جاء في بيان الفصائل، ووصفه بالمتسرع، قائلاً إن كل من الحركتين معني بمشاركة الجميع: "في تقديري أن الأمور تسير بشكل تدريجي تشاوري، وكل من فتح وحماس معني أن تشارك الفصائل الفلسطينية كافة في هذه المشاورات، وكل المشاورات المستقبلية في شأن القضايا الأخرى".
واعتبر أبو كويك في حديث خاص مع "إيلاف" أن هذه المواقف من شأنها عرقلة تطبيق الاتفاق: "أعتقد أن هذه المواقف تؤثر على نجاح المصالحة، والأصل أن يعمل الجميع على نجاحها، فهذه المواقف يجب أن تطرح خلال اللقاءات، ولكن إلى الآن كل ما حدث هو مشاورات لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة".
وقال أبو كويك: "الأصل أن يكون موقف الفصائل داعمًا هذه الجهود، وليس معطلاً لها، ومن له تحفظات معينة عليه طرحها خلال اللقاءات المقبلة، وليس عبر بيانات تنشر في وسائل الإعلام".
إلا أن أبو كويك برر للحركتين المشاورات الثنائية قائلاً: "إن اكبر الفصيلين على الساحة الفلسطينية هما فتح وحماس، و الحياة الديمقراطية تبدأ بمشاورة من له نصيب الأكبر في المجلس التشريعي، ثم يتم مشاورة الفصائل الأخرى، ويجب على الفصائل الأخرى أن تعمل بهذه الروحية، وهذا لا يعني أن نستثني أي فصيل".

هلال القدس وتشيفل الهنجاري في نهائي بطولة فلسطين لكرة القدم..اليوم

رام الله - وفد اتحاد الاعلام الرياضي-  يتنافس عند الثامنة مساء اليوم هلال القدس الفلسطيني وتشيفل الهنجاري على ستاد الشهيد فيصل الحسين في المشهد النهائي من بطولة بطولة فلسطين الدولية الاولى لكرة القدم.
وينتظر ان تزحف الجماهير اليوم لمتابعة المباراة النهائية بعد ان وصل لها ابرز فريقين في البطولة التي تحظى برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعم الاتحاد العربي والدولي تحت شعار (فلسطين من النكبة الى الدولة) وشارك فيها (16) فريقا تم تقسيمهم الى اربع مجموعات.
 
واعلن رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب ان حفل التتويج اليوم سيكون على شرف الأسير المحرر فواز بختان كخطوة رمزية لتكريم جميع الأسرى الفلسطينين وإعلاء شأن قضيتهم والنضال من أجل حريتهم وإطلاق سراحهم.
وجاء وصول الطرفين للمشهد النهائي بعد ختام الدور الثاني الذي اقيم على ستاد الشهيد فيصل، حيث فاز هلال القدس على ترجي وادي النيص 1/0 في مباراة وصفت من اقوى لقاءات البطولة نظرا لتبادل الفرص والضغط من المهاجمين حتى الدقيقة (61) عندما نجح مراد عليان من التسجيل، حتى ان لاعبي وادي النيص حاولوا ادراك التعادل لكن براعة حارس مرمى الهلال انقذت الموقف.
عودة الى المجريات الفنية، وكعادته تشيفل الهنجاري يواصل عروضه القوية عندما اجتاز بلاطة الفلسطيني، بل انه تقدم مبكرا بامضاء جابور وكاد ان يضاعف الغلة لولا مسلسل الاهدار لمهاجميه، ما جعل بلاطة يعود للواجهة ويدرك التعادل في الشوط الثاني ثم اضطر الفريقين اللجوء للركلات الترجيحية لحسم النتيجة التي ابتسمت للفريق الهنجاري 5/4.
انتهى الكثير من بطولة فلسطين وبقي فارس البطولة الاولى الذي سيعلن اليوم، فمن ينجح هلال القدس الذي يريد تعويض فقدان لقب الدوري الفلسطيني، أم الفريق الاوروبي تشيفل المليء بالوجوه الشابة والموهوبة؟
في تفاصيل المشهد النهائي اكدت اللجنة المنظمة ان حفل الختام سيكون على أعلى المستويات، حيث شوهد الليلة الماضية العقيد محمد موسى الصياد مدير الامن والعلاقات في الاتحاد الفلسطيني مشغولا للغاية في التدقيق على كافة التفاصيل الخاصة بالبطولة واشار للوفد الاعلامي أن البطولة نجحت بكافة تفاصيلها والنهائي سيكون مثيرا للغاية، في الوقت الذي ظهر دينامو التنظيم بلال ابو الريش يسهر حتى ساعات الصباح للاطمئنان على كافة الوفود المشاركة في البطولة موجها شكره لرئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب على اشرافه المباشر على جميع الشؤون المتعلقة بمنافسات البطولة.
وكانت منافسات البطولة شهدت حضور فرق من الاردن وفلسطين وهنجاريا والسنغال وتشييلي وسوريا قد انطلقت يوم 15 الشهر الحالي وسط  حفل افتتاح انيق اقيم على ملعب الشهيد فيصل الحسيني بحضور عدد كبير من الشخصيات الرياضية العربية والدولية تقدمهم الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحادين الأردني وغرب آسيا نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى جوار رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، ووزير الشباب والرياضة في السنغال اضافة إلى حضور رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية جياني ميرلو وأمين عام الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ورئيسي الاتحادين العربي الزميل محمد جميل عبد القادر والأفريقي بلعيد بوميد للصحافة الرياضية, وأكثر من 60 إعلاميا من 15 دولة عربية وأجنبية.
عريقات يلتقي الوفد الاعلامي
 
استقبل رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في مكتبه يوم الاول من امس وفد الاعلاميين الاردنيين والعرب المشاركين في بطولة فلسطين الدولية. 
ورحب عريقات بالإعلاميين العرب وأبرز أهمية هذه الزياراة التي تأتي لمساندة الشعب الفلسطيني، مؤكدا ً أن وجود فلسطين على خارطة العالم هو دعم لكل عربي، معتبرا أن الفترة الحالية هي الأفضل في تاريخ الشعب الفلسطيني اذ لم يسبق وحظيت فلسطين بهذا التأييد من قبل دول العالم منذ العام 1967.
 
ودعا عريقات الاعلاميين لنشر ثقافة تكثيف الزيارات الى فلسطين لدعم قضيتها وقضية الامه العربية الاولى «قضية فلسطين هي قضيتكم، ولا بد من الدفاع عنها والوقوف بجانبها، وأخذ الموقف الصحيح منها».
اراء فنية
أعتبر مدرب هلال القدس جمال محمود ان فريقه استحق الظهور في المباراة النهائية وقال: قدمنا عرضا طيبا طيلة مباريات البطولة ونجحنا في الوصول وقطع خطوة خطوة حتى وصلنا الى المباراة النهائية، واللاعبين عرفوا اهمية النقاط وواجهنا صعوبة في مواجهة قبل النهائي ونسعى للتتويج.
على الطرف الآخر بات مدرب تشيفل كريستيان حديث البطولة لانه يلعب كل مباراة بخطة جديدة حيث صرح انه سيفوزعلى هلال القدس وذكر انه جاء الى البطولة لحصد اللقب وليس لاجرءا حصة تدريبية بقوله: نحن اقوى فرق البطولة واهدافنا حاسمة.

الشعب يريد تحرير فلسطين

أحيا الفلسطينيون ذكرى احتلال وطنهم ونكبتهم هذا العام، بفعاليات، تجاوزت الأشكال التقليدية- الخطابات والمهرجانات- المعتادة في مثل هذه المناسبات، خاصة في مناطق اللجوء. لأن الشعب الفلسطيني، ومعه الأمة العربية، قرر أن تكون النشاطات الشعبية الفلسطينية، متناغمة مع الحراك الواسع الذي أحدثته نضالات أبناء الأمة في أكثر من قطر، داخل ذات الفضاء، الذي تنفست فيه الجماهير العربية، نسيم الحرية، واستطاعت بتضحيات كبيرة، أن تسترد كرامتها الوطنية/الإنسانية من قبضات عصابات الفساد والنهب العام والتبعية للعدو الإمبريالي/الصهيوني.

استطاع الشعب العربي الفلسطيني في تحضيراته لإحياء هذه الذكرى، أن يؤكد على أهمية النضال من أجل تحقيق أهدافه الوطنية العامة، من خلال العمل على إعادة التشديد على أن الاحتلال لوطنه عام 1948 هو جذر كل الكوارث التي لحقت بأبنائه "المذابح والتطهير العرقي، التهجير واللجوء، مصادرة الأراضي، مسح أكثر من خمسمائة مدينة وبلدة عن الوجود، إصدار قوانين عنصرية/فاشية للتعامل مع أصحاب الأرض الذين تشبثوا بوطنهم ووجودهم".

ولهذا أحيا أبناء شعبنا هذه الذكرى "النكبة" في مواجهة احتفالات المحتلين المستعمرين بيوم "الاستقلال" بمزيد من الإصرار على التمسك بحقوقهم، كما أعلنتها مهرجانات ومظاهرات أهلنا داخل الجزء المحتل منذ عام 1948، وفي عملية الدهس التي نفذها أحد أبناء بلدة "كفر قاسم" بسيارته في أحد شوارع مدينة تل الربيع "تل أبيب"، مما أدى لقتل وإصابة العديد من الغزاة الصهاينة.

داخل الضفة الفلسطينية وغزة وبلدان اللجوء والمنافي، تركز الحراك الشعبي الواسع على شعار واحد وهدف محدد، صدحت به حناجر مئات الآلاف وهي تردد "الشعب يريد العودة لفلسطين... الشعب يريد تحرير فلسطين".

في المواجهات الأولى التي أحيا فيها أبناء الشعب الفلسطيني هذه الذكرى، سقط الشهيد الأول "ميلاد عياش" في محيط مدينة القدس المحتلة، بالرصاص الصهيوني. ولتتزامن معها حمى المواجهات داخل المدن والقرى في الضفة، وعلى حدود قطاع غزة المتخمة للأراضي المحتلة منذ عام 1948. ولتشهد المعابر العسكرية الصهيونية أعنف الاشتباكات، التي ترافقت مع وحشية القمع الذي حال دون وصول الفلسطينيين لداخل الوطن. سقط الشهداء في غزة، وسالت دماء المئات من الجرحى في الضفة والقطاع الصامد. واعتقلت قوات المستعربين الفاشية عشرات الشباب في أكثر من منطقة بالضفة الفلسطينية المحتلة.

لكن الحدث الأبرز كان على حدود التماس في جنوب لبنان والجولان المحتل. عشرات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين تجمعوا قرب الحدود، لتشهد بلدة "مارون الراس" الواقعة على تخوم الجليل المحتل، بدلالتها الرمزية- صمود مقاتليها الأسطوري أثناء عدوان 2006- عنفوان التحدي العربي في مواجهة رصاص المحتلين. سقط أحد عشر شهيداً والمئات من الجرحى، في أثناء تصدي جيش الكيان الغاصب لعشرات الآلاف المتجهين نحو فلسطين.

على مشارف الجولان المحتل، تجمع أكثر من أربعة آلاف مواطن فلسطيني مع إخوانهم السوريين، في إطلالة على الأفق البعيد، على الوطن المحتل. لم تستطع تلك الجموع أن تكتفي برؤية الأرض، بل اندفع المئات منهم نحو الجولان، غير عابئين بالألغام المزروعة والأسلاك الشائكة، التي أدمت أجساد العشرات منهم.

لم يكتف شباب هذا الجيل الغاضب، التواق للحرية والكرامة، بأن يدق الجدران- كما قال شهيد الأمة، الأديب "غسان كنفاني"- بل حطم الحدود، بجدرانها وأسلاكها، كما كتب أحد الصهاينة في مقال عنوانه "لم يبق حدود". سقط ثلاثة شهداء في "تسونامي العودة"- العدد مرشح للزيادة نتيجة خطورة إصابات بعض الجرحى-. وسيكتب التاريخ في صفحات مضيئة عن الاستبسال الاستثنائي الذي سطره أولئك الشبان، الشهداء والأحياء، الذين واجهوا الجيش المدجج بالسلاح، واستطاعوا معانقة إخوانهم في "مجدل شمس" المتألقة في شموخها القومي والوطني.

إن دلالات هذا الحراك الشعبي الواسع، بمضامينه وأهدافه، ستشكل علامة بارزة في مسار الكفاح الوطني الفلسطيني، خاصة في ظل التطورات التي تعيشها القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية. ويمكن قراءة أبرز هذه الدلالات:

* أكدت الشعارات التي رفعها المبادرون والمنضوون في هذه الاندفاعات الشعبية، أن الوطن لديهم هو فلسطين، كل فلسطين. وان العودة للوطن، تعني وبالتحديد، أن تكون إلى مدن وبلدات وقرى الآباء والأجداد. وهي بهذا المضمون، نقيض ما تحدث به "محمود عباس" يوم السبت 14/ 5 قبل ساعات من سقوط الشهداء، خلال لقائه المشاركين في مؤتمر الملتقى التربوي الثقافي الفلسطيني الرابع المنعقد في رام الله المحتلة، "القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة، وذلك من خلال القيام بالخطوات العملية، والعودة إلى أرض الوطن لإنهاء حياة الشتات، لأن الوطن هو وجهتنا الأخيرة". 

مضيفاً "العودة ممارسة وليست شعارا، ففلسطين لنا، ومن كان من الشمال أو الوسط أو الجنوب، وسكن في أي مكان فيها، هو بالتالي في الوطن". لقد مارس الشعب الفلسطيني حقه بالعودة، وقام بواجبه من أجل تنفيذ حلمه بالوصول للوطن، كما جسده شباب العودة في انتفاضتهم المجيدة. وهذا ما حققه "حسن حجازي" الذي تمكن من دخول مجدل شمس، ومن ثم الوصول لمدينة الآباء والأجداد "يافا".

* أعادت التحركات تحديد بوصلة الاتجاه إلى فلسطين، وذلك من أجل تطوير/ تثوير برنامج العمل السياسي/ الكفاحي للقوى السياسية والمجتمعية. وهي بهذا المضمون أعادت الاعتبار لنهج التحرير، الذي يحاول البعض الالتفاف عليه، من خلال القبول بدولة بالضفة والقطاع والقدس الشرقية- التبشير بالأوهام والسراب- عن طريق المفاوضات، والتكرار لمصطلحات خادعة ومضللة كما في مقولة "جناحي الوطن... الضفة والقطاع".

* كشفت أجساد الشباب الدامية، التي تخطت الأسلاك وعربات الجنود، هشاشة البنى الاستخبارية العسكرية لدى العدو، ودرجة الإرباك التي تسود صفوف مؤسساته. وهذا ماعبّر عنه "يوسي يهوشع" في مقال بصحيفة يديعوت أحرنوت في اليوم الثاني 16/ 5 بقوله "أسقطوا مئات أمتار السياج وتسللوا إلى إسرائيل دون عراقيل. كان يكفي للمرء أن يرى أمس في مجدل شمس ضباط الاستخبارات الذين تجولوا مطأطئي الرأس كي يفهم حجم القصور". 

* أعادت التحركات التي شهدتها الأقطار العربية "المغرب، تونس والبحرين" ودول الطوق، قومية المواجهة مع العدو، بتأكيدها على مركزية القضية الفلسطينية لدى الجماهير العربية التي تحركت نحو الحدود المصرية الفلسطينية، والتي تتجمع كل يوم في ميدان التحرير بالقاهرة، وميادين عمان وغور الأردن في الكرامة. بالإضافة للتطورات البارزة على الحدود السورية واللبنانية المتاخمة للكيان الغاصب.

الآن، وبعد أن ووري جثمان الشهداء الثرى، ليس المطلوب فقط رعاية عائلاتهم، ومعاودة الجرحى وتأمين مستلزمات علاجهم، وضمان مستقبلهم، بل إن ما فرضته نتائج الأيام الأخيرة، يتطلب وقفة نقدية، موضوعية، تستلهم الدروس من هذه التحركات، بهدف ديمومتها، والحفاظ على ديناميتها، بعيداً عن منطق المصادرة، والإنابة، والوصاية.

انسوا فلسطين والعودة

لم يكن ينقص الثورات العربية إلا دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما لها، ولم يكن ينقص لبنان إلا زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركيّة جيفري فيلتمان، وللمزيد من البهجة ها هو الناطق الرسمي باسم السفارة الأميركية راين كليها يطل صباح أمس ليزيد شرحاً على مواقف فيلتمان الباطنية.
باراك أوباما، الذي أزعج ضيفه الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة الفائت، عاد أمس ليشير بوضوح أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) الى موقفه من حل الدولتين، ومن أراضي عام 1967، التي لن تكون كلها لفلسطين طبعاً، ولن تكون فلسطين بحدود عام 67. وتحدّث عن الخضوع الفلسطيني الضروري لمتغيرات الجغرافيا السكانية في إسرائيل (المستوطنات). والصحافة الإسرائيلية التي أبدت غضباً وانزعاجاً في الأيام الفائتة من موقف أوباما من حل الدولتين، هاجمت في الوقت نفسه موقف نتنياهو الذي يثير مشكلة مع واشنطن (كما رئيسة حزب كاديما المعارض تسيبي ليفني)، ثمّ عادت هذه الصحافة لتجد مادة لتوضيحات أوباما في واشنطن.
إذاً أوضح أوباما أنّ علينا أن ننسى أراضي عام 1967. وأكد دعم بلاده «مرحلة الانتقال للديموقراطية في مصر وتونس، وفي الدول التي تكافح من أجل الديموقراطية»، مع ما يعنيه ذلك من دعم شهدته مصر خلال حكم حسني مبارك، وتونس إبّان حكم بن علي، وهو الدعم الذي يعني أنّ هذه الدول بعد أن تغرق في النزاع الداخلي على السلطة، ستدور في فلك الولايات المتحدة بغضّ النظر عمن سيتمكّن من الوصول الى السلطة. كأن الثورات العربية لا يكفيها ما تواجهه من قمع الأنظمة، والتدخلات الأجنبية، ومخاض ما بعد الثورة، والثورات المضادة في مصر وتونس، وتسلل الطفيليات السياسية لحصد المكاسب على حساب تضحيات الثوار، حتّى يأتيها أوباما ليعلن سلفاً قَدَرها بالانضمام الى سيرك أصدقاء أميركا، لترث أنظمة كانت في السيرك نفسه.
وموقف أوباما هو نفسه الموقف الذي أعلنه أسامة بن لادن، الذي رحّب في تسجيل له قبل مقتله بالثورات العربية، وأكبرَها، وباركها، ومدح المضحّين بأنفسهم من أجل التغيير، وكذلك موقف الدكتور أيمن الظواهري، الذي صدر منذ أيام قليلة، والذي رحب، كما فعل كل من أوباما وبن لادن، بالثورات وبحراك الشعوب العربية.
والأكثر فائدة هو ما قاله أوباما عن الثورات العربية، وما أضافه فيلتمان في بيروت لمستضيفيه، وما أفاض به ناطق رسمي باسم السفارة أمام الجمهور.
والممتع في الأمر هو ما أفاد به فيلتمان من التقاهم، والجانب الأول منه هو عن الملف الفلسطيني، الذي يعني لبنان على نحو خاص، ألا وهو «لا حق عودة»، وعلى الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين إيجاد حلول لهم. وطبعاً لا بد من التذكير بأن أرقام اللاجئين تختلف بين مصدر وآخر، ففيما يعيش في لبنان ما يصل الى 400 الف لاجئ فلسطيني، ترى إسرائيل أن فيه ما لا يزيد على بضعة عشرات من الآلاف.
وفيما يدعم الرئيس أوباما وفيلتمان الثورات العربية، وخاصةً في سوريا، فإنّ فيلتمان وإدارته يرفضان التصديق أنّ الحراك الفلسطيني تجاه الحدود مع العدو كان طبيعياً، وأن دور سوريا أو الجيش اللبناني أو حزب الله لم يكن أكثر من ترك الفلسطينيين يصلون الى حدودهم الطبيعية لأول مرة بعد 63 عاماً من الهجرة والشتات، ولن يرى أوباما وفيلتمان في الحراك الفلسطيني إلا محاولة سورية للهروب من الحراك الشعبي فيها.
من وجهة نظر الرئيس الأميركي، فإن الثورات العربية يجب أن تكون على غرار ما قامت به قوى 14 آذار انطلاقاً من 14 شباط 2005، وهو ما أوضحه الناطق باسم السفارة الأميركية كليها، علماً أن ما قام في تلك المرحلة كان انتهاء عقد بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا، وعلى خلفية مقتل رفيق الحريري قُلب جزء من الطاقم السوري الحاكم في لبنان على دمشق، ونقل رجال سوريا في لبنان ولاءهم الى واشنطن، قبل أن يُتركوا أيتاماً لمصيرهم.
يرغب الرئيس الأميركي في أن يرى مشهداً مشابهاً. الأرض تنتفض ضد الأنظمة العربية، لكنه يرغب بشدة في أن تنتفض لمصلحته، وتكون الثورات تشبه ثورة الأرز، فتستنجد به من رمضاء الأنظمة، ويعطيها بلسان صغار موظفيه أمثولة ثورة الأرز في لبنان، لكن في مصر يضحكون حين تشبّه ثورتهم بثورة الأرز، وفي ليبيا يسألونك ما هي ثورة الأرز، وهل هي تابعة للمقاومة؟