Subscribe to updates

Monday, October 12, 2009

شبح الانتفاضة الثالثة يلوح في أفق فلسطين

اسرائيل تبدأ معركة تهويد القدس بذريعة فرض الأمن

تواجه محادثات السلام مع اسرائيل طريقا مسدودا فيما تتطاير الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع في الحرم القدسي، لكن على الرغم من كل مشاعر الاستياء المتزايدة في الضفة الغربية يبدو الحديث عن اندلاع انتفاضة ثالثة بعيد نسبيا حتى الان..

وبعد أسبوع من اشتباك القوات الاسرائيلية مع مئات العرب الذين اعتقدوا أن مستوطنين يهودا كانوا يحاولون اقتحام حرم المسجد الاقصى اندلعت اشتباكات مجددا أمس الاحد وسيظل التوتر عاليا هذا الاسبوع اثناء العطلات التي تجتذب المصلين اليهود الى حائط المبكى بالقرب من المسجد.

وبعد أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي اتهم الزعماء الفلسطينيون اسرائيل بمحاولة اغراق جهود الرئيس الامريكي باراك أوباما لاعادة اطلاق محادثات السلام وقارنوا بينها وبين الزيارة التي قام رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون للحرم القدسي في سبتمبر ايلول عام 2000. وأدى هذا الى قيام الانتفاضة التي أطلق عليها انتفاضة الاقصى.

غير أن محللين ومسؤولين بالضفة الغربية والقدس الشرقية أشاروا الى عدد من العوامل يرجح أن تحد من تجدد أعمال العنف في المدى القريب على الرغم من الغضب من رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو خليفة شارون اليميني ومن المستوطنين اليهود الذين دافع عن مساعيهم التوسعية.

وقال زكريا القاق من جامعة القدس "هناك حالة من الانفصال بين الشعب وقيادته السياسية وبالتالي الناس غير مستعدين للتضحية مثلما كانوا يفعلون من قبل."

وأضاف "في الوقت نفسه هناك غضب يتراكم وفي انتظار شرارة. لا أحد يستطيع توقع متى ستأتي الشرارة. لكنها قد تستغرق سنوات حتى تأتي."بحسب رويترز.

ومن بين العوامل التي ذكرت ان مشاعر الاحباط التي نجمت عن سقوط اربعة الاف قتيل في صفوف الفلسطينيين في أعوام الانتفاضة منذ عام 2000 لم تأت بفوائد تذكر بينما عزلت اسرائيل الضفة الغربية بجدار وأغلقت سوق العمل الاسرائيلية امام الفلسطينيين.

ومن المرجح ايضا أن الانقسام الذي شهد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وتعرضها للقمع في الضفة الغربية من قبل قوات الامن الموالية للرئيس محمود عباس التي تلقت تدريبا غربيا سيحد من أعمال العنف المنظمة من الضفة الغربية ضد اسرائيل.

استمرار الاشتباكات بالقدس الشرقية وتوتر في محيط الاقصى

وفي غضون تطورات الاحداث واصلَ سكان فلسطينيون بالقدس الشرقية اشتباكات مع شرطة الحدود وقوات الامن الاسرائيلية بعد أن أدت أعمال عنف في محيط المسجد الاقصى الاسبوع الماضي الى تصاعد التوتر في المنطقة.

وأظهرت لقطات فيديو شبانا فلسطينيين ملثمين يرشقون الجنود الاسرائيليين بالحجارة حيث قام الجنود بمطاردتهم حتى الاحياء التي يقيمون بها. كما أضرم المحتجون النار في وسط أحد الشوارع.

وفي وقت سابق اتهم مسؤول فلسطيني بارز اسرائيل بتعمد خلق وضع "خطير جدا" في القدس الشرقية لاثارة العنف وتبرير اجراءات صارمة واحكام قبضتها على مدينة القدس المتنازع عليها.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان قبل اجتماعات مقررة له في وقت لاحق من هذا الاسبوع مع جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما للمنطقة "تقوم اسرائيل باشعال الكبريت آملة في ايقاد النار وتعمل عمداً على تصعيد التوتر في مدينة القدس المحتلة عوضاً عن اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع."

واتهم محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول الاعلام فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو "بفتح معركة القدس."بحسب رويترز.

وقال في مقابلة له بثتها وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية "فتح تتابع ما يجري في القدس وتأخذه باهتمام شديد لان معركة القدس فتحها نتنياهو كما فتحها شارون قبله (بزيارته للاقصى عام 2000) واذا اعتقد نتنياهو أنه بسياسة الامر الواقع سيسمح للمستوطنين ويغطيهم ويحميهم بقوات جيش الاحتلال للصلاة بالاقصى فان هذا سيكون كلمة سر للتفجير في المنطقة."

واضاف "نحن نتابع لحظة بلحظة ما يجري بالقدس وهناك اجتماعات على مستوى القاعدة مع أعضاء من اللجنة المركزية لفتح لتحديد فعاليات سلمية للدفاع عن القدس. هذه المعركة الحقيقية لحركة فتح الآن."

اسرائيل تعزز اجراءات الامن مع تصاعد التوتر

من جانبها عززت اسرائيل الاجراءات الامنية في أنحاء القدس مع اتساع نطاق الاحتجاجات بشأن الوصول الى الحرم القدسي الشريف وانتقالها الى مناطق مجاورة.

وكانت مصادمات اندلعت في القدس والضفة الغربية بعد طعن أحد أفراد شرطة الحدود الاسرائيلية في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوتر في أنحاء القدس.

وأطلق قادة فلسطينيون سلسلة من التحذيرات الحثيثة في الاسبوع المنصرم بعد اشتباكات عند المسجد الاقصى بالقدس بين الشرطة الاسرائيلية ومحتجين بشأن محاولات مزعومة لنشطين دينيين يهود دخول الموقع. بحسب رويترز.

وقال غسان الخطيب رئيس المكتب الصحفي للسلطة الفلسطينية انه يعتقد ان هذا التصعيد وزيادة حدة التوتر في القدس والمنطقة المحيطة بالاقصى تأتي نتيجة سياسة اسرائيلية جديدة من التصعيد تزايدة مؤخرا.

واضاف الخطيب ان اسرائيل لا تنتهك فقط الحقوق الدينية والسياسية للفلسطينيين ولكنها تحاول أيضا استباق مفاوضات الوضع النهائي للقدس.

ويقدس المسلمون واليهود الموقع الذي يضم المسجد ويثير المكان التوترات في أغلب الاحيان. وتتحكم قوات الامن الاسرائيلية في الدخول الى المنطقة وعادة ما تستخدم سلطتها لابعاد الشباب المسلمين عنها.

وتقول مصادر فلسطينية انها تخشى أن تخرج "نيران صغيرة" عن نطاق السيطرة كما حدث في الماضي اذا استمر الاسرائيليون في ردهم "العنيف" بدلا من بذل جهد لتهدئة التوتر.

فلسطينيون يعملون في المستوطنات يواصلون البناء

من هنا حيث التلال المرتفعة وراء القدس ربما يجد الرئيس الامريكي باراك أوباما رؤية مختلفة للمستوطنات التي تعرقل حملته الطموح لحل الصراع الدائر منذ 60 عاما في الشرق الاوسط.

ولا يبدو أن "تجميد" البناء فيها أو "تقييده" يمثل فرقا بالنسبة الى الفلسطينيين الذين باتوا يرون تلك المستوطنات المسورة ذات الاسطح الحمراء المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية حقائق ثابتة على الارض تعد منذ سنوات جزءا من حياتهم.

وهم يدركون أنه حتى اذا جرى التوصل الى اتفاق سلام فستحتفظ اسرائيل بأكبر مستوطناتها في الضفة الغربية في اطار مقايضة أراض مع دولة فلسطينية جديدة.

وتستمر أعمال البناء كالمعتاد على منحدرات تلك التلال رغم القمة المخيبة للآمال التي عقدت مؤخرا في نيويورك حيث فشل أوباما في اقناع اسرائيل بوقف البناء حتى يمكن استئناف محادثات السلام المتعثرة.

وكثير من العمال فلسطينيون يقولون انهم يتوقون الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية لكنهم في الوقت نفسه بحاجة الى كسب قوتهم ويرفضون ترك أسرهم للجوع في حين توجد وظائف يمكنهم العمل فيها حتى لو كانت لدى اسرائيليين.

وقال مقاول يدعى أبو سعيد ينفذ أعمالا في مستوطنة اليعازر القريبة من بيت لحم "اذا جاء أوباما الى هنا فسيمنحه الوضع بالطبع رؤية مختلفة للواقع لان من رأى ليس كمن سمع."

ويشير وهو يقف على أطراف قرية وادي نيص الفلسطينية الى خمس مستوطنات اسرائيلية على قمم الجبال والتلال القريبة الى الجنوب من القدس وهي بلدات اما ستسلم الى دولة فلسطينية جديدة أو ستشملها مقايضة أراض.

وبدأ الاستيطان بعدما استولت اسرائيل على الضفة الغربية في حرب 1967 ونما بوتيرة سريعة في الثمانينات. ويسكن نحو 300 ألف اسرائيلي في 100 مستوطنة في فيلات مترفة ذات حدائق غناء وشقق سكنية ما زالت رائحة الخرسانة تفوح منها.

ويصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس على عدم استئناف محادثات السلام مع اسرائيل التي توقفت أواخر العام الماضي قبل أن توافق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تجميد كل الانشطة الاستيطانية.وعرض نتنياهو تعليق البناء لمدة لا تزيد على تسعة اشهر.

وكان أوباما أيضا يصر على "التجميد" لكن عندما وصلت المحادثات الى طريق مسدود يهدد بتوقف المفاوضات لاجل غير محدد حث اسرائيل هذا الاسبوع على " التقييد".

ولم ير العمال في بيتار عيليت الفرق بين المعنيين. وبيتار عيليت احدى أحدث المستوطنات جنوبي القدس حيث تعيش أسر يهودية ارثوذكسية في مبان من ستة طوابق زينت واجهاتها بأحجار عسلية اللون.

وقال رئيس مجموعة من ستة عمال فلسطينيين يقومون بانشاء أرصفة للمشاة بالمستوطنة "انه حديث فارغ.. الحديث عن تجميد المستوطنات. شاهدنا أمس هذه القمة بشأن تجميد المستوطنات وعدنا اليوم هنا للعمل كالمعتاد."

وقال عامل "اليهود لن يغادروا المستوطنات أبدا. هذا حلم زائف. ما أُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة."

ولا يفصح العمال عن أسمائهم لكنهم لا يمانعون في التحدث أمام الكاميرا. وهم من الخليل التي تفتخر بأنها معقل للروح الوطنية الفلسطينية ورغم ذلك يقولون ان الجيران يتفهمون اختيارهم العمل في المستوطنات.

ويقول ابو صائب ان عمله يدر عليه ما يكفي لإعالة أسرته الكبيرة "وتعليم أبنائي البقاء في الارض بدلا من التخلي عنها". وكذلك يقول العمال الآخرون ان الاجور التي يمكنهم الحصول عليها هنا حيوية بالنسبة اليهم.

وبينما كانوا جالسين على جانب طريق يتناولون وجبة غداء بسيطة على ورقة من الكرتون غمز أحدهم بعينه قائلا "نحن نعمل هنا وفق أعلى المعايير. فنحن نأمل أن يخرج الاسرائيليون من هنا يوما ما ونأتي نحن."

No comments:

Post a Comment