Subscribe to updates

Saturday, October 10, 2009

كيف قضى مرابطو المسجد الأقصى أوقاتهم


صيام بالنهار.. وقيام بالليل.. تلاوة للقرآن وحلقات من الذكر والمواعظ.. مجموعات تتناوب وفق برنامج منظم على حراسة بوابات الأقصى لصد أي محاولة اقتحام".. هذه هي بعض تفاصيل يوميات المرابطين داخل المسجد الأقصى على مدار الأيام الست الماضية لمنع الجماعات اليهودية المتطرفة من اقتحامه.

ونقلت شبكة اسلام اون لاين في تقرير للزميل سليمان بشارات، عن مستشار شئون القدس في الحركة الإسلامية داخل فلسطين48 علي أبو شيخة، وأحد مئات المرابطين بالأقصى منذ السبت الماضي قوله:"المرابطون داخل الأقصى حرصوا منذ اليوم الأول لبدء اعتكافهم على تنظيم وقتهم، ووضع البرنامج الذي من خلاله يستمرون بالاعتكاف داخل الأقصى لأيام طويلة".

وقبل أن يبدأ أبو شيخة في سرد برنامج المرابطين اليومي، أكد على أن "الاعتكاف داخل الأقصى حق مكفول، ولا يحق للاحتلال أن يمنعنا منه".
وبحسب أبو شيخة، فإن البرنامج يبدأ برفع أذان الفجر وصلاته في جماعة، تليها حلقات من الذكر والتسبيح وقراءة القرآن.

وما أن ترسم خيوط الشمس ألوانها على القبة الفضية للمسجد الأقصى، ولوحاتها الذهبية على قبة الصخرة، حتى ينطلق المرابطون من داخل المسجد إلى ساحة باب المغاربة ليرابطوا بالقرب من الباب؛ كونه المدخل الرئيسي الذي تستخدمه الجماعات اليهودية أثناء محاولتها اقتحام الأقصى.

وبينما تراقب عيونهم بوابات الأقصى تنطلق ألسنتهم بالذكر والتسبيح حتى يحين موعد صلاة الظهر، فيتقدم بعضهم للصلاة، ويبقى آخرون لحراسة الباب، إلى أن يفرغوا ويتبادلوا المواقع فيما بينهم.

ملامح الصبر والقوة ترسمها الشمس بخيوطها العمودية على وجوه المرابطين طوال فترة الظهيرة لحين صلاة العصر في جماعة ووسط حذر.

وبمجرد أن تحين صلاة المغرب حتى يهبوا لتلبية النداء، ثم يتناولوا طعام الإفطار بعد يوم من المرابطة والصيام الذي لجئوا إليه تقربا لله، وتحديا للقوات الإسرائيلية التي منعت إدخال الطعام للمرابطين.

ويقول أبو شيخة: "الاحتلال يمنع إدخال الطعام للمعتكفين داخل الأقصى، وما يدخل من طعام يكون بكميات محدودة جدا وبطرق مختلفة لا يعلمها الاحتلال.. وهذا يجعلنا نصوم النهار حتى لا ينال الاحتلال من عزمنا وصبرنا".

وعلى كميات من الكعك المقدسي، الذي تشتهر به مدينة القدس، يعيش مئات المرابطين، إلى جانب بعض ما يمكن إدخاله مهربا وبشكل خفي من الطعام الذي يجود به المقدسيون وجيران الأقصى.

وما أن يدق الليل أبوابه على المرابطين بعد أداء صلاة العشاء حتى يتم إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى (المصلى القبلي)، وإطفاء الأنوار، ويبدأ برنامج الاعتكاف والصلاة.

ووفقا لأبو شيخة فإنهم يلجئون لإطفاء الأنوار وإغلاق الأبواب لضمان عدم قدرة الجماعات اليهودية على اقتحام الأقصى، ولعدم تمكين الاحتلال من معرفة أعداد وهويات المرابطين داخل الأقصى حتى لا يتم تعريضهم للاعتقال فيما بعد.

الوضوء.. مصيدة

ويشير يوسف الباز (50 عاما)، أحد المرابطين إلى أنهم يلجئون لهذه الإجراءات الاحترازية بسبب تربص قوات الاحتلال بهم داخل المسجد، ويحاولون اعتقالهم أو طردهم بأي طريقة.

ويضرب الباز مثلا لأحد المخاطر التي تهدد المرابط بالاعتقال قائلا :"الذهاب لدورة المياه من أجل الوضوء يشكل خطورة على المرابطين؛ فأفراد الشرطة يتربصون لنا بالقرب من هذه الحمامات.. وأي شخص يقترب منها يتم اعتقاله مباشرة".

ويضيف قائلا: "الدخول للحمامات يحتاج مهارة ومراوغة، وأساليب متعددة، وهذا ما نقوم به للإفلات من قبضة أفراد الشرطة.. وقد يضطر بعضنا لتجنب الشراب أو الطعام حتى لا يتعرض لمثل هذه التجربة".

ويرصد الباز أكثر من حادثة تمكن من خلالها أفراد الشرطة من اعتقال مرابطين بهذه الطريقة، فيما نجح المرابطون من تخليص آخرين بعد اعتقالهم عند مدخل الحمامات.

ثبات وصمود

ورغم التشديد من قبل الاحتلال على المرابطين وحصار الأقصى، إلا أنهم يعبرون عن صمودهم ومعنوياتهم المرتفعة "كون ذلك تضحية من أجل المسجد الذي يحاول الاحتلال تدنيسه".

وعن ذلك يقول الباز: "معنوياتنا عالية لأننا نعلم أننا على حق، وأن الاحتلال يمارس بحقنا الاضطهاد الديني، وهذا ظلم نحن نقابله بالصبر والصمود".

ويقول أبو شيخة :"مئات المعتصمين وبفئات عمرية مختلفة يصل بعضهم إلى سن 50 عاما، يوصلون رسالة إلى الاحتلال مفادها أننا أحق بمسجدنا وأقصانا، ومتى نريد أن نصلي به أو نعتكف به فلنا الحق في ذلك".

وتحاصر قوات الاحتلال المسجد الأقصى لليوم السادس على التوالي، وتمنع المصلين من الدخول إليه؛ وذلك في محاولة لإدخال جماعات يهودية دينية، إلا أن المصلين الفلسطينيين تمكنوا من الدخول والاعتكاف داخل المسجد من أجل صد أي محاولات لاقتحامه.

No comments:

Post a Comment