Subscribe to updates

Tuesday, November 4, 2008

سلاح السلطة سلاح خائن وغير شرعي

سلاح السلطة سلاح خائن وغير شرعي

أ.د.عبد الستار قاسم – جامعة النجاح


ليس هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار ناجح والظروف غير مهيأة

يجب إعادة إحياء الشعب الفلسطيني من خلال المقاومة الفلسطينية

أصبحنا مرهونين للرواتب التي تأتي من الدول الغربية

القطبية الأحادية التي تفوق التحدي للولايات المتحدة انتهت

نابلس - فلسطين الآن - خاص - كشف البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في الضفة الغربية أن هناك ميزان قوى جديد يفرض علاقات جديدة وتحالفات جديدة ومنطق جديد، ملفتاً إلى أن (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على عمل ما تريد.

وقال قاسم في حوار لـ" شبكة فلسطين الآن " :" علينا نحن الشعب الفلسطيني ألا نبقى في الماضي بل يجب أن نتكيف مع ميزان القوى الجديد ليكون لنا دور وأن نعيد التفكير بكل الطروحات الموجودة في الساحة الفلسطينية وأن نبدأ التفكير من جديد بأسلوب جديد وبنمط جديد نستغل فيه موازين القوى القائمة الآن في المنطقة والذي تتبلور على مستوى العالم ".

وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني القائم في القاهرة بين حركتي فتح وحماس أجاب قاسم :" لا أرى أن هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار الفلسطيني ناجح، ولا أرى أن الظروف مهيأة ، وخاصة فيما يتعلق بالإرادة السياسية الحرة للشعب الفلسطيني "، مؤكداً أن الأنظمة العربية غير مؤتمنة وهي أنظمة منصبة من قبل الاستعمار ، وتتعاون مع (إسرائيل) وتطبع العلاقات معها.

الظروف غير مهيأة

* كيف تقيم جو الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة، وما هي توقعاتك لهذه اللقاءات ؟

أولاً نأمل أن ينجح هذا الحوار وأن يتوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ، لكن أنا لا أرى هناك مستجدات طارئة من أجل أن يكون الحوار ناجح، لا أرى أن الظروف مهيأة ، وخاصة فيما يتعلق بالإرادة السياسية الحرة للشعب الفلسطيني، وما دامت غير موجودة بالتالي لا أرى إمكانية حقيقة في التوصل إلى اتفاق يمكن تنفيذه ، وسبق أن توصلنا إلى اتفاقات ولم ننفذ ، وما دام التناقض كبير على الساحة الفلسطينية والتناقض حاد ، ونأمل أن تكون النتيجة غير المرات الماضية.

* في هذه الأوقات بالذات ما هو المطلوب من القاهرة والدول العربية لإنجاح الحوار الفلسطيني القائم ؟

طالما أننا نجري وراء القاهرة والدول العربية أقول لا يوجد حل، والزعماء العرب ليسوا أمناء على شعوبهم ولا على أوطانهم، وهم يعملون عند (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية أبحثوا عن طريق أخر وأنا أدعيكم إلى بيتي ويتسع لجميع الفصائل ، وطالما أنتم ترتحلوا إلى القاهرة والأنظمة العربية إذاً الشعب الفلسطيني يتلقى المزيد من المصائب، لأنها أنظمة غير مؤتمنة وهذه أنظمة منصبة من قبل الاستعمار ، وهي أيضاً تقوم على التعاون مع (إسرائيل) وتطبع العلاقات معها، فبأي حق أنت تأتمن هذه الأنظمة على قضية مقدسة وهي الحوار ، وهي أنظمة ضد المقاومة الفلسطينية وهي مع (إسرائيل) وفي يوم ما ستدافع عن (إسرائيل) وفي عام 2006م وقفت مع (إسرائيل) ضد حزب الله وهي تقف ضد حماس وضد الجهاد الإسلامي وضد شهداء الأقصى وكل من يحمل بندقية في وجه الاحتلال الإسرائيلي فبأي حال أنت تأتمن هذه الأنظمة، على أي حال سنجرب، وفي لبنان الأنظمة العربية أدخلت عندما أعطتها الولايات المتحدة الأمريكية إذن في ذلك، ولم يحصل هذا الإذن إلا عندما سيطر حزب الله على بيروت خلال ساعتين ووجد جماعاتهم لا تستطيع الصمود في لبنان فطلبت من الجامعة العربية التدخل فهذا هو الواقع الحقيقي للأنظمة العربية، وعلى الأنظمة العربية رفع الظلم عن شعوبهم.

يجب تحديد الأهداف

* حركة حماس أعلنت قبولها لبعض الشروط من أجل ما وصفته مصلحة الشعب الفلسطيني، كيف تقيم قبول حماس وموافقتها للحوار الفلسطيني من أجل المصالحة الفلسطينية ؟

كل فصيل يتحدث عن مصلحة الشعب الفلسطيني ، والموافقة تمت على خطوط عريضة مبادئ ، والمشكلة تكمن في التفاصيل والمشكلة لا يوجد لدينا مشكلة فيما نتفق بمبادئ عامة ، لكن المشكلة عندما نضع التفاصيل ، والتفاصيل هل تخدم مصلحة القضية الفلسطينية أم لا ، ومن الصعب أن نعرف ما هو المصلحة الوطنية الفلسطينية ، أما يمكن أن يدخل تعريف المصلحة الوطنية الفلسطينية إذا أصبح لدينا ميثاق يحدد أهداف بعيدة المدى ويحدد الخطوات التي يمكن أن نقوم بها وإلى أواخره ، أما في ظل هذا الوضع فالأمور عايمة.

سيف مسلط على الفلسطينيين

* صدرت تصريحات من بعض قادة حركة فتح في رام الله وكانت ساخنة وفيها اتهامات لحركة حماس، ولكن ما الذي يمكن أن نجنيه من وراء هذه التصريحات التوتيرية في ظل أجواء التفاؤل الذي تصدر عن المتحاورين في القاهرة ؟

نحن نجني المزيد من الخراب، والحوار محكوم بالرواتب ، إحنا مرهونين للرواتب الذي تأتي من الدول الغربية وصحيح أن معظم هذه الرواتب من الدول العربية لكن الذي يتحكم فيها أمريكا و(إسرائيل)، وإذا أردتم الاتفاق مع حركة حماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية ولا تريد هذه الحكومة تعترف بالرباعية وإلى أخره، فلا يوجد رواتب، فأيهما نختار الرواتب أم فلسطين ، اختيارنا الرواتب وسبق أن حصل عندما حوصرت الحكومة الفلسطينية بعدما فازت حماس في الانتخابات أصبح جزء كبير من الشعب الفلسطيني يناضل ضد حماس من أجل أن تأتي الأموال من الغرب، وبالتالي كيف يمكن أن تخوض حوار ناجح في ظل رواتب ترتهنك ، عندما تقرر وتفكر في طريقة اقتصادية جديدة تعتمد فيها على ذراعك قدر المستطاع وعلى أصدقائك وعندما تبدأ في هذا النهج يمكن أن نقول أن الإرادة الفلسطينية بدأت تحرر، وبالتالي الحوار يمكن أن ينجح، أما الآن فهناك سيف مسلط، والرباعية و(إسرائيل) والولايات المتحدة دائماً رددوا أي اتفاق لا يتمشى مع الاتفاقيات ( أوسلو وطابا ) ومع متطلبات الرباعية وخارطة الطريق ، يعني أن الأموال ستقطع على الشعب الفلسطيني.

* معنى ذلك أن الرواتب أصبحت مطلب فلسطيني أكثر من المصلحة الوطنية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني؟

أي ثوابت فلسطيني ثوابت الماضي قد دفنت ، هي ثوابت بإعلان فقط ، الذي يعترف بإ(إسرائيل) وبصافح (إسرائيل) ويقيم حكم ذاتي هذا يريد ثوابت، ونحن مجتهدين في رفع الشعارات والثوابت انتهت من زمن بعيد، الآن نريد رواتب وأموال ، والسبب في ذلك أجرم ما وضع الشعب الفلسطيني في هذا القفص ، والذي عمل كل هذا كان يعلم ويعرف أنه سيغطس الشعب الفلسطيني وسيذهب بإرادته السياسية إلى التخريب.

السلاح المرخص إسرائيليا خائن

* في ظل استمرار لقاءات الحوار ، لا تزال هناك اعتقالات مستمرة بحق عناصر حركة حماس في الضفة المحتلة، خاصة وان قادة الأجهزة يلاحقون المقاومة والذي كان أخرها ضبط كميات من الأسلحة لحماس، كيف تنظر إلى مثل هذه التحركات الميدانية والذي تعكر من جو الحوار ؟

كل سلاح مرخص إسرائيلياً هو سلاح خائن ، والسلاح الشرعي والوحيد في فلسطيني هو سلاح المقاومة ، وسلاح الزعران هو سلاح غير شرعي وسلاح السلطة غير شرعي والسلاح الذي نريد أن نعمل فيه عربدة في الشوارع هو ايضاً غير شرعي لأنه يسيء للقضية الفلسطينية ويعرضها للخطر، وما تقوم به السلطة الفلسطينية هو تطبيق للاتفاقيات مع (إسرائيل) وهناك شرطي أساسي بأنكم تقومون بملاحقة الإرهابيين سنساعدكم وندعمكم ، وهذه هي المشكلة الحقيقة.

* في موضوع التهدئة ، كيف تنظر إلى التهدئة ، وهل الاحتلال حتى هذه اللحظة ملتزم بالتهدئة مع الفصائل الفلسطينية ؟

أخي الكريم هناك مشكلة كبيرة وعلى الفصائل أن تسمعها هناك خطورة على الوضع المعنوي في الساحة الفلسطينية ما دامت المقاومة غائبة، وهناك ثمن معنوي يدفعه الشعب الفلسطيني بسبب غياب المقاومة، وأحياناًَ جيد أن تعمل تهدئة ، ومنظمة التحرير كانت تعمل تهدئة ، لكن أن تكون المقاومة قد انتهت في الضفة المحتلة أو توقفت تماماً، وتوقفت أيضا في قطاع غزة ، وتوقف في خارج البلاد هذه أزمة كبيرة جداً يجب إعادة إحياء الشعب الفلسطيني وهذا الوضع عبارة عن مواد للشعب الفلسطيني والمقاومة يجب أن تكون على أسس علمية، وإذا أردت أن أطلق صاروخ يجب أن أعرف كيف أطلق هذا الصاروخ لأنه وفي نفس الوقت ما أعرض شعبي للهلاك ونحتاج إلى فن سواء كان في الضفة المحتلة أو قطاع غزة لا يكفي الأساليب الذي كانت في السابق ولا بد من تطويرها وكما كانت المقاومة تستطيع أن تدير أمرها في عام 1990م تستطيع أن تدير أمرها في أوقات أخرى.

العولمة الأمريكية انتهت

* في ظل الأزمة المالية التي تشهدها الإدارة الأمريكية ، ما هي نظرتك لأمريكا في المستقبل؟

أرى أن العولمة تتردح، بل هي تحتضر ، ونحن لدينا عولمتان عولمة موضوعية وعولمة ذاتية، والعولمة الذاتية وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال برامجها الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية تعمل على إعادة تربية العالم على الطريقة الأمريكية بحيث تدير شعوب العالم تربوياً وليس فقط عسكرية واقتصادياً ، بل تربوية وهذا يشكل خطورة كبيرة علينا نحن في فلسطين وعلى البلدان العربية، وكم مركز للديمقراطية وحقوق الإنسان في الضفة وقطاع غزة وممولة من الدول الغربية وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إعادة تثقيف الشعب الفلسطيني وفي الأردن ومصر وكثير من البلدان موجودة.

الآن الولايات المتحدة الأمريكية واجهت الكثير من التحديات ، وأول تحدي هو العراق وكانت تأمل أن تكون العراق نقطت انطلاق نحو السيطرة على العالم فخذلت، لأن المقاومة العراقية وقفت صامدة وكبدت الأمريكيين خسائر والكثير من الكبوات الذي عانت منها أمريكا وهذه الكبوات الكبيرة الذي تبعد الدول الصناعية عنها وتجعل العالم متعدد الأقطاب وليس من قطب واحد، ولهذا الأزمة المالية الحالية كانت عبارة عن قاسمة الظهر، بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية وأحلامها نحو القطبية الأحادية التي تفوق التحدي أعتقد أنها قد انتهت ولا بد من عهد جديد على المستوى العالمي.



No comments:

Post a Comment