Subscribe to updates

Sunday, November 9, 2008

رايس عندما تتهرب من الفشل

بوش الى مزبلة التاريخ ورايس تتهرب من الفشل

تكابر السيدة كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الامريكية، عندما تنفي في مؤتمر صحافي عقدته في رام الله الجمعة، ان عملية السلام الفلسطينية ـ الاسرائيلية التي ترعاها ادارتها قد فشلت، لان الهدف من هذه العملية مثلما اعلن رئيسها جورج بوش، وكررت هي نفسها على مدى السنوات الماضية، هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة قبل نهاية العام الحالي، ولا يوجد اي مؤشر الى ان هذا الهدف سيتحقق في هذا الموعد او حتى قبل نهاية العام المقبل.
العملية التفاوضية التي انطلقت بشكل رسمي في مؤتمر انابوليس للسلام لم تحقق اي تقدم على الاطلاق، بل جعلت الاوضاع على الارض اسوأ بكثير مما كانت عليه في السابق، بسبب العقبات التي وضعتها الحكومة الاسرائيلية، وفشلت السيدة رايس ورئيسها، في ازالة اي منها، رغم العلاقات المتميزة بين الادارة الامريكية الحالية والدولة العبرية.
فالاستيطان الذي تعهدت حكومة ايهود اولمرت بايقافه في مؤتمر انابوليس في حضور الرئيس بوش، واكثر من ستين وزير خارجية، جاءوا من مختلف انحاء العالم، تضاعف عدة مرات، والسور العنصري العازل ازداد طولا، والحواجز العسكرية التي تحول حياة سكان الضفة الى جحيم زادت عن ستمئة حاجز.
ولعل الاخطر من هذا كله ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي رحبت اسرائيل به شريكا معتدلا بعد اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، خسر مصداقيته، مثلما خسر مكانته في اوساط غالبية الشعب الفلسطيني، لأن رهانه على السلام فشل رغم كل التنازلات التي قدمها، والمرونة التي ابداها، وتحوله الى جابي اموال كل همه تأمين الرواتب آخر الشهر للمقربين منه، ولتنظيمه الحاكم.
السيدة رايس نصحت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالاستمرار في المفاوضات، وانتظار ادارة باراك اوباما الديمقراطية، لعلها تفعل 'شيئا ما' في هذا الصدد، اي انها احالت العملية السلمية برمتها الى الادارة الجديدة، ومدعية في الوقت نفسه عدم الفشل.
باراك اوباما سيحتاج حوالي شهرين قبل استلام مهامه، وسيجد امامه العديد من الملفات المفتوحة، داخلية وخارجية، ومن غير المعتقد ان تحتل مسألة التسوية هذه مكانة متقدمة على سلم اولوياته.
اولويات ادارة اوباما هي كيفية توحيد امريكا اولا، واخراجها من ازماتها المالية ثانيا، واذا فرغ من هذه القضايا الداخلية، وقرر ان يلتفت الى القضايا الخارجية، فانه سيعطي اهتماما اكبر لقضيتي العراق وافغانستان.
السيدة رايس خدعت الطرف الفلسطيني، وباعته اوهاما طوال السنوات الماضية، بالحديث عن قيام دولة فلسطينية، دون ان تخطو اي خطوة عملية حقيقية في هذا الصدد، زارت رام الله اكثر من خمس عشرة مرة في اقل من عام ونصف العام، وعقدت اجتماعات مفتوحة، واخرى مغلقة، وعقدت مؤتمرات صحافية، ومع ذلك جاءت النتائج صفرا.
الرئيس عباس كان يقف الى جانب رايس وهي تعلن فشلها، ولم يقل كلمة نقد واحدة لها ولإدارتها، على امل ان تقول كلمة طيبة عنه للادارة الجديدة، ولا تحمله مسؤولية فشل العملية السلمية.
السيدة رايس ربما تقول كلمة جيدة عنه للإدارة المقبلة، وتعفيه من اي لوم حول فشل العملية السلمية، ولكنها لن تقول ان اسرائيل هي التي افشلتها، ولن تنفع
كلماتها الطيبة، هذا اذا قيلت، في دفع الادارة المقبلة للنجاح فيما فشلت فيه، لانه طالما لا يوجد ضغط فلسطيني وعربي حقيقي يهدد او حتى يؤثر في المصالح الامريكية في المنطقة، فإن هذه الادارة لن تتحرك


No comments:

Post a Comment