Subscribe to updates

Saturday, November 1, 2008

هذا ما حصل معي في مستشفى رام الله الحكومي !!؟؟


هذا ما حصل معي في مستشفى رام الله الحكومي

كتب – رومل شحرور "السويطي"-
رئيس تحرير شبكة اخباريات:

ترددت كثيرا قبل كتابة هذه السطور، ومع اصرار العديد من الزملاء والاصدقاء بضرورة الكتابة، وجدت نفسي ملزما بالحديث عما جرى معي في مستشفى رام الله الحكومي يوم 5/10/2008 من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، وذلك خلال إجرائي عملية قسطرة القلب.
قد يظهر من ظاهر الكلام ان ما حصل معي من بعض "المواقف الغريبة" أنه موضوع بسيط ولا يستحق الحديث عنه، لكني اعتقد ان هذه المواقف لها نتائج سلبية على أمن المواطن وكذلك على أمن واستقرار السلطة الوطنية.
بداية، فقد ابتلاني الله تعالى بعدة أمراض أهمها السكري وضغط الدم ومشاكل لها علاقة بالقلب، ومن حقي كمواطن فلسطيني أن ألقى الرعاية الطبية الكاملة وبصورة "مجانية"، ومع ذلك فأنا أملك تأمين صحي مكتمل كافة الاجراءات اللازمة، وصلت مستشفى رام الله الحكومي الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد 5/10/2008 ، دخلت باب المستشفى وتوجهت الى إحدى الموظفات في قسم التسجيل وقلت لها بعد أن ألقيت عليها تحية الصباح: " لو سمحت يا أخت، أنا عندي اليوم موعد لاجراء قسطرة، ارشديني"، فكيف كان ردها يا معالي وزير الصحة؟ لم تنظر اليّ وقالت لي بالحرف الواحد: "إطلع فوق" قالت ذلك وكأن كل هموم الدنيا في وجهها، مما جعلني أشعر بضيق في صدري الذي جئت الى المستشفى لعلاجه، وكما يقول المواطن الفلسطيني العادي في استعراض بعض المشاكل: "هذا راس كرت !!". توجهت بعد ذلك الى قسم القسطرة، ووجدت على نافذة باب القسم يافطة صغيرة مكتوب عليها: "المراجعة عبر النافذة"، وبصفتي مواطن صالح ومؤدب وملتزم بالقوانين، قمت بقرع النافذة بهدوء، وكانت في حينه، احدى الأخوات الموظفات تتحدث مع الموظفة المسؤولة، فقامت تلك الموظفة بالاشارة الي أن أنتظر قليلا، فانتظرت دقيقة، لكني اضطررت لقرع النافذة مرة ثانية لاني سمعتها تتحدث مع المسؤولة عن أمور ليس لها علاقة بعمل المستشفى الذي تتقاضى عليه راتبها الشهري، كانت تتحدث يا معالي وزير الصحة عن "حلق أذنيها" وأنه بسعر كذا وأنها تريد "حلق" ذهب عيار كذا وكذا، الى غير ذلك!!، وبعد أن قرعت النافذة في المرة الثانية لم تلتفت اليّ، وللامانة فقد كان واضحا أن الموظفة "المسؤولة" تريد أن تستجيب لقرعي لكنها لا تريد أن تقطع حديث زميلتها، وعند القرعة الثالثة وكانت أقوى بسبب انفعالي "المبرر" قامت الاخت المسؤولة وفتحت الباب وقالت لي: "تفضل يا أخي"، وقامت باجراءتها مشكورة، وطلبت مني الجلوس في غرفة الانتظار، حتى يحين موعد اجراء العملية.
خلال وجودي في غرفة الانتظار من الساعة الثامنة والربع وحتى الساعة العاشرة، كنا أنا وستة آخرين من زملائي المرضى مضطرين لمشاهدة تلفزيوننا الوطني "تلفزيون فلسطين"، وأنا هنا أسأل معالي وزير الصحة وجميع العقلاء: "ماذا تتوقعون من نتائج مشاهدة مرضى السكري وضغط الدم والقلب لتلفزيون فلسطين الذي يعرض شريطه الاخباري المليء بالاخبار التي ترفع السكري والضغط وتتسبب بالنوبات القلبية والجلطات - وما يقال طبعا عن تلفزيون فلسطين يقال بالضبط وربما أكثر عن تلفزيون الاقصى و الجزيرة والعربية و أية فضائية اخبارية أخرى-؟". وسألت نفسي: "ألم تفكر ادارة المستشفى بذلك .. لماذا لا تعرض للمرضى قناة طبية أو قناة رسوم متحركة أو حتى قناة دينية بحتة "غير سياسية"، خاصة أن جميع المرضى الموجودين لا همّ لهم الا ذكر الله والدعاء أن يخرجوا سالمين من هذه العملية وأن تكون نتائجها سليمة ؟!.
لن أطيل عليك يا معالي الوزير، فقد حدثت الكثير من المواقف، لكني سأختزلها قدر المستطاع، خلال وجودي في عملية القسطرة من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشر، كان كل شيء يسير بشكل سليم ولا توجد اية ملاحظات سلبية، وكل الاحترام للطاقم الذي كان موجودا سواء الاطباء أو الممرضات والممرضين.
بعد خروجي من العملية، نقلوني على قسم كبير نسبيا يضم حوالي عشرة أسرة، وبعد حوالي عشرة دقائق جاء أحد الممرضين وقال لي: "ممنوع تأكل وتشرب لمدة اربع ساعات وكيس الرمل هذا بتشيله بعد ست ساعات" ولم أسمع اية توجيهات طبية أخرى بعد ذلك حتى لحظة خروجي في اليوم التالي.
أما فيلم الرعب الحقيقي يا معالي الوزير فكان بعد الساعة العاشرة ليلا تقريبا، وكان أبرز ملامحه "البرد"، فقد طلبت من أحد الممرضين غطاء للنوم، وأوضحت له أن "البرد" أخطر شيء على صحتي، وأكدت له بأنني اذا لم أشعر بالدفء فربما تأتيني نوبة الألم الرهيبة في صدري التي جئت بسببها الى المستشفى، وكذلك أنا أعاني من الام في المعدة من بين اسبابها البرد، هذا الى جانب أني سأصاب في صباح اليوم التالي بـ"الاسهال" وكذلك بـ"الصداع" وكل ذلك بسبب البرد، أجابني بأدب: "والله يا اخي انا اسف فلا يوجد عندنا، لأن موعد توزيع الاغطية الشتوية لم يحن بعد ونحن لا زلنا بالصيف"!! ورغم اني أكدت له باني لا أطلب "حرام" شتوي أو "لحاف" وانما فقط شرشف عادي لكن من الشراشف السميكة نسبيا الا انه اعتذر، وكلت أمري الى الله وتوجهت الى السرير وجمعت الشرشف اليتيم "شبه الشفاف" ووضعته على بطني كما وضعت "البشكير الصغير" فوق الشرشف حتى أحاول النوم، ورغم انني كنت أشعر بأن هناك "تدفئة مركزية" لكن قسما بالله يا معالي وزير الصحة ما ذقت طعم النوم حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي، وأنا على قناعة تامة أنني لم أنم وإنما كان نومي عبارة عن "إغماءة" بسبب الارهاق والضغط، أو أن الله تعالى رحمني فأنزل عليّ السكينة ونومني بطريقته سبحانه.
موقف آخر، أزعجني ليس لشخصي وإنما لادراكي لنتائجه السلبية بشكل عام، وهو أن أحد الاخوة "مسؤول عسكري رفيع المستوى" - وهو بالمناسبة رجل محترم ومتواضع الى أبعد الحدود -، أجرى معنا عملية قسطرة، وضعوه في غرفة خاصة وعلى باب غرفته مرافقيه والذي كان أحدهم على الأقل يدخن السجائر رغم ان التدخين ممنوع نهائيا في كافة ارجاء ومرافق المستشفى، وأنا هنا أسأل معالي الوزير: "كيف سينظر المواطن العادي المحشور في غرفة مع عدد من المرضى ومرافقيهم لهذا المشهد، لماذا لا يتم وضع هذا الأخ الـ"المسؤول الكبير" في مستشفى خاص، الم يخطر في بالكم أن المواطن العادي الذي يقوم عليه الوطن من الألف الى الياء سيشعر بنوع من الاحباط واليأس وربما "الضغينة" على هذا "المسؤول" وبالتالي على هذه الـ"السلطة" ؟! .
يا معالي وزير الصحة، لأني أعلم من خلال اطلاعي على نتائج قيادتك لوزارة الصحة بحكم عملي الصحفي، ومن خلال أحاديث بعض الثقات في هذه الوزارة الهامة وبضمنهم مدير مستشفى رفيديا بنابلس الأخ والصديق الدكتور خالد صالح، أنك تعمل ليل نهار من أجل الرقي بالوضع الصحي في فلسطين، من أجل هذا وذاك، فقد كتبت ما كتبته حتى تصحح الأخطاء مهما كانت بسيطة في نظر البعض، وأنت يا معالي الوزير تعلم تماما أن شعبنا الذي عانى طيلة عشرات السنين ولا يزال يعاني من ويلات الاحتلال، يستحق من سلطتنا الوطنية كل الرعاية والاهتمام، وأسأل الله أن يعينك على أن تكمل مشوارك وأن يهبك المزيد من الصبر والحكمة

8/10/2008 تاريخ نشر المقال

تعليق على المقال

مش من رومل يا وزير الصحة

والله سمعك الوزير يا كبيير
وراح يعمل تغيرات كثيرة !!!؟؟؟

بس بالعكس يا كبييير
كل المهملين سيتم ترقيتهم
وكل المخلصين سيتم محاصرتهم

هيك حكومة وهيك سلطة بدها هيك موظفين وهيك مستشفيات

سلامي لكم يا اهل الارض المحتلة

No comments:

Post a Comment