Subscribe to updates

Sunday, November 2, 2008

المايكروحجاب.. موضة جديدة

المايكروحجاب.. موضة جديدة لمراوغة ثقافة العيب


" حجاب لكنه ليس بحجاب "، كلام ليس بلغز ولا أحجية، هذا ما يطلقون عليه اليوم بالحجاب العصري أو حجاب الموضة. الألوان المتعددة، الشعر الظاهر من الأمام، عنق غير مغطى وجزء من الصدر ظاهر، أقراط متدلية من الأذنين، أضف إلى ذلك اللباس شبه العاري، والوجوه الملونة بألوان الطيف السبعة، هذه المظاهر قد تجتمع أحيانا وقد تكون مفردة في المايكروحجاب.
لقد طرأت في الآونة الأخيرة تغيرات كثيرة في لبس الحجاب، فنجد النساء أصبحن يبتكرن طرقا جديدة في ارتدائه، مما جعل عيون المارة يعتادون على مثل هذا اللباس مع قليل من الدهشة، متسائلين عن سر هذا الإقبال اللافت للنظر للفتيات على حجاب الموضة، بالرغم من تعارضه مع أبسط شروط الشريعة الإسلامية، هذا الحجاب الذي أصبح رمزا وليس فرضا في مخيلة الكثيرين منهم.

حجاب الموضة؟ أم موضة الحجاب؟

لا تستغرب الطالبة مِنة خليل (21عاما) من جامعة النجاح الوطنية، انتشار حجاب الموضة بسبب انتشار موضة الحجاب، حيث تقول لشبكة إخباريات :" للأسف نظرة المجتمع السلبية للفتاة غير المحجبة جعل من الحجاب موضة للفتيات ليوارين أنفسهن من كلام الناس، متبعات الطرق المختلفة لعصرنة الحجاب، فمن أرادت الزواج بسرعة تلبس الحجاب لتبرز بطريقة أو بأخرى، ولتبقى محافظة على حيائها المصطنع به، ومن ترى أن شعرها غير جميل أو ليس لديها الوقت لتصفيفه يوميا تلجأ إلى حجاب الموضة، ومن المؤسف أن الشباب في مجتمعاتنا تربوا على أن المحجبة هي الأفضل والأصلح للأسرة، لذا أصبح الحجاب ثقافة مبنية على أساس العادات والتقاليد وليس على أساس الاقتناع والاعتقاد الديني ".

وتضيف :" المحجبة على الموضة ملفتة للانتباه أكثر من المتحررة وهذا أيضا يسهم في انتشار موضة الحجاب، ولو ارتدت الفتاة الحجاب باقتناع سيظهر هذا عليها بالتأكيد من خلال طريقتها بارتدائه ".

في نظر الشباب... موضة الحجاب "بلا حجاب"

على الرغم أن معظم ما نراه ليس بالحجاب الشرعي، وإنما حجاب شكلي إلا أن مُسمى " حجاب الموضة " يبقى ليجعل من ترتديه مثارا للسخرية من قبل الكثيرين.

يستغرب الشاب سامي الصيرفي (25عاما) من مدينة نابلس، هذا النوع من الفتيات اللواتي يتبرجن ويخرجن بكامل زينتهن، مع وضع قطعة قماش قد لا تكفي لتغطي الشعر بأكمله، قائلا :" هل أمر الله النساء بتغطية شعرهن فقط وكشف بقية جسدهن؟ برأيي إن من تلبس هذا النوع من الحجاب تنزل من قدر الحجاب، وتجعل الكل يشمئز منها.

ويضيف :" إن ما يثير الإغراء في الأنثى هو جسدها قبل شعرها، وأنا أرى أن اللباس الضيق مخالف للشرع أكثر من عدم تغطية الشعر، وأعتقد أن فتاة غير محجبة وترتدي لباسا محتشما أفضل من فتاة محجبة وتلبس لباسا مغريا ملفتا للنظر، فلا فائدة من حجابها ".

" يا بتحط البنت الحجاب على أصوله يا بلا منه " هذا ما قاله الطالب عبد الغني عمر (23عاما) والذي يدرس الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية، بإعتقادة أن الحجاب بالنسبة للفتاة هو الحجاب الساتر الفضفاض بالمعنى المباشر، ويضيف :" أنا اعتبر أي لباس محتشم حجاب يصون الفتاه، أما قضية حجاب الموضة وما يرافقه من لباس غير ساتر للجسد فما هو إلا عدم اقتناع من الفتاة نفسها بلبس الحجاب، وعدم ثقتها بنفسها، وفي النهاية سلوك الفتاة هو الذي يدل على الحشمة والالتزام ".

حجاب الموضة مراوغة للعادات والتقاليد

أصبحت ظاهرة لبس الحجاب العصري تزداد يوما بعد يوم، والعديد من الفتيات لجأن إليها حتى لا يكن عرضة لألسنة الناس، فوجدن فيها قبولا من قبل المجتمع الذي رجح ثقافة العيب على الدين الإسلامي.

الطالبة صفاء رمزي (21عاما) من إحدى قرى مدينة جنين والتي تدرس في جامعة القدس المفتوحة، لفتت انتباهنا بطريقة لبسها الغريبة للحجاب، توجهنا لسؤالها عن حجابها الغريب، فأجابت وكأنها مستعدة للسؤال :" لولا تقاليدنا البالية لما فكرت بارتدائه أبدا "، وتابعت قائلة :" لقد ارتديت الحجاب في سن مبكرة رغما عني ودون إرادتي، وذلك التزاما من أهلي بالعادات والتقاليد في القرية، والتي تعتبر من تخرج بلا حجاب وكأنها بلا أخلاق، لذا وجدت في صرعات الحجاب هذه مخرجا لمواكبة الموضة ".

وتضيف :" أنا فتاة جميلة وأريد أن أبقى بنت " مودرن "، ولن أستطيع أن أخالف أهلي، لذا أرتدي حجاب الموضة لأكون بمنزلة الفتيات غير المحجبات، كما أن هذه الطريقة في ارتداء الحجاب توفر لنا فرصا أكثر في الزواج ".

لحجاب الموضة فوائد !!!

تقول ميس حجازي (20عاما) الطالبة بكلية التربية في جامعة النجاح الوطنية لشبكة إخباريات، والتي ترتدي حجاب الموضة:" أعتقد أن أي فتاة ترتدي حجاب الموضة بألوانه المتعددة ولباسه الضيق - بما فيهم أنا- تكون غير مقتنعة أصلا بارتداء الحجاب، ولكن لحجاب الموضة فوائد - بما أن ارتداء الحجاب فرض علينا -، فهو لا يمنعني من لبس ما أريد، ولا يشترط له نوع معين من الألبسة، كما انه ليس مقيدا للحركة خاصة عند العمل الميداني بعكس الحجاب الشرعي، بالإضافة إلى انه يبقى أكثر أناقة، وفي النهاية أنا أبقى بنظر المجتمع محجبة مهما لبست ومهما فعلت "।

حجاب الموضة : ليس من أخلاق الفتاه المسلمة
يقول الدكتور حسين النقيب المحاضر بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية لشبكة إخباريات : "الحكم الشرعي في الحجاب هو فرض ولا مجال للنقاش في هذا الموضوع لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ). هذا نص قاطع في فريضة الحجاب، وهناك أحاديث كثيرة في ذلك. وهذه أيضاً ليست قضية اجتهادية، وليست من باب العادة والتقاليد".

ويضيف النقيب :" أمرت المرأة بالحجاب لعدم جلب انتباه الرجال إليها، وهناك عدة أشياء تجذب الانتباه في المرأة كزينتها ولباسها وعطرها، فان لم تستر المرأة كامل جسدها فإنها تؤثم، وهذا شيء واضح في الشريعة الإسلامية فالمرأة يجب أن لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها، فما بالك بفتيات هذه الأيام اللواتي يرتدين لباس شبه عاري مع حجاب، برأيي هذا مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية وهو ليس من أخلاق الفتاة المسلمة ".

ما أن تبلغ الفتاة سن الرشد تتوجه عيون المجتمع نحوها، مطالبيهنا بتغطية رأسها بقصد أن تبقى سمعتها جيدة فيما لا يخطر الدين الإسلامي في بال احدهم عند توجيهها لارتداء الحجاب، ودون اقتناع تحرص الفتاة أن تبقى بكامل جمالها، فتبتكر الصرعات الجديدة لارتداء ما يسمونه الحجاب دون أن تنتبه أن الشرط الأساسي له هو الحشمة.

وعلى الرغم من أننا مجتمع محافظ، متعصب في كل ما يخص المرأة، إلا أن هذه الظاهرة انتشرت بشكل واسع دون أن تجد ردود فعل رادعة لها من قبل المجتمع والأسرة ورجال الدين.

--------------

يُمنع إعادة نشر المادة دون ذكر المصدر "إخباريات"، وبغير ذلك يتم ملاحقة أي جهة لا تشير للمصدر قانونيا.


No comments:

Post a Comment